أكدت الباحثة الأكاديمية ومديرة مخبر البحث "ال.أم .دي " في اللغات الأجنبية والتنمية والعلوم والتكنولوجيا بجامعة وهران )2( البروفيسور ياسين رشيدة على ضرورة تطبيق منهجية خاصة لرفع مستوى اللغات بالنسبة للمتمدرسين خاصة الجامعيين منهم، وتحديدا فيما يتعلق باللغة الفرنسية التي تعرف تراجعا كبيرا وسط الطلبة ، حيث كشفت البروفيسور رشيدة في لقاء صحفي عن أن أغلب الطلبة الجامعيين يلجأون إلى المعاهد الخاصة و المدارس التدعيمية لتحسين مستواهم في اللغات، لاسيما طلبة كلية الطب الذين تحصلوا على معدلات جيدة في امتحان البكالوريا لكنهم ضعيفي المستوى في مادة اللغة الفرنسية التي تعد الأساس في تعليمهم العالي بالجامعات، منوهة إلى أن هناك فئات لا تفقه شيئا في لغة موليار رغم أنها مقبلة على ممارسة مهنة الطب . كل هذا جعل الباحثة تدق ناقوس الخطر جراء تدني مستوى اللغات لدى المتمدرسين ،في وقت أصبحت فيه اللغة الفرنسية مهمة جدا بالنسبة للمقبلين على التخرج من كليات الطب والصيدلة والهندسة وغيرها، موضحة أن الأمر لا يتوقف عند هذه اللغة ، بل حتى طلبة اللغات الاسبانية ،الانجليزية والألمانية الذين باتوا يقبلون بكثرة على المعاهد الخاصة لتعزيز مستواهم اللغوي، الأمر الذي يستوجب فتح ورشة لمنهجية البحث تضم باحثين ،أستاذة ودكاترة من أجل مرافقة الطلبة منهجيا والحرص على تكوينهم في مجال إعداد مذكرات التخرج ومرافقتهم في بحوثهم الجامعية ،و كذا إعطائهم أسس دعمهم وصقل مواهبهم وقدراتهم في مجال البحث العلمي . وفي سياق متصل شدّدت الباحثة الأكاديمية على ضرورة إعادة النظر في طريقة إلقاء الدروس ومراجعة كيفية تلقين التلاميذ والحرص على خلق توازن بين تدريس اللغة الأم وباقي اللغات الأجنبية، فضلا عن تكوين المعلمين والأساتذة في هذا الإطار من خلال خلق منهجية جديدة لتلقينهم اللغات بكل انسيابية ودون عقد، منوهة إلى أن أغلب الطلبة الذي التحقوا بالمعاهد الخاصة يتلقون دروسا مكثفة بمعدل 30 ساعة في الشهر، بهدف تمكينهم من التحكم في اللغة، ناهيك عن برمجة إمكانيات مادية عالمية ومناهج هادفة لإنقاذ مستواهم اللغوي و تحبيبهم في المطالعة والتوجه نحو المكتبات، معتبرة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة والانترنت هي من أهم العوامل التي أدت إلى تقهقر مستوى اللغة لدى الجامعيين و المتمدرسين.