نظمت يوم أمس جمعية جيل المستقبل بنزل "هنا" ندوة علمية حول التسرب المدرسي وظاهرة العنف، حضرها جمع غفير من السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني بالإضافة إلى مدراء المؤسسات التربوية وجمعية أولياء التلاميذ من تأطير أساتذة علم الإجتماع والنفس التربوي وبهدف تكوين جيل يفكر ويبدع ويصنع مستقبله بنفسه وفق متطلبات العصر ونشر ثقافة التسامح ومحاربة العنف المدرسي ومساعدة الطلبة على التحصيل العلمي وتشجيعهم على التفوق المدرسي وتسليط الضوء على ظاهرة التسرب المدرسي ومدى إقترانها بتغذية العنف والجريمة. حيث دق الأخصائيون ناقوس خطر إستفعال ظاهرة التسرب المدرسي لولاية وهران حيث نسبة التسرب في التعليم المتوسط لسنة 2010 تفوق نسبة 3 ٪ وفي التعليم الثانوي تقدر ب 2٪ علما أنها تكون جد مرتفعة في الأحياء الشعبية والجدير بالذكر منطقة سيدي الهواري العتيق وحي الصباح حيث وصلت نسبة التسرب ب 75٪ بالطور الإبتدائي وصلت إلى 10٪ أما المتوسط فقد حددت ب 65 ٪ هذا حسب ما أفاد به الأستاذ المداخل في هذه الندوة "أبو عبد الله قاسمي" ورجح الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في التنشئة الإجتماعية. وفي ذات السياق صرحت الأستاذة بوشيخاوي في مداخلتها حول آليات النظام التربوي وعلاقته بالتسرب المدرسي على ضرورة إعادة النظر في تكوين معلم اللغة العربية حتى يخدم علم النفس التربوي لأن الطفل هوالأساس وكذا البرامج التكوينية والتي معظمها كلاسيكية ولا بد من فتح ورشات للقيام بمختلف النشاطات عبر كل المدارس، لأننا نسير نحو مجتمع المعرفة الذي لا تظهر فيه قدرة الدولة على مواكبة متطلبات العصر إلا من خلال منظومتها التعليمية وقدرة أجيالها على تحمل المسؤولية الإقتصادية والسياسية، التي لا تزال بعيدة كل البعد عن تطلعاتها وبالرغم من أن الدولة تنفق أموالا ضخمة وتسخر إمكانيات كبيرة لقطاع التربية على حساب قطاعات أخرى. وعليه يجب ضرورة إعادة ترتيب الوضع التربوي من مراجعة المنظومة التربوية، صياغة المناهج والبرامج بما يتوافق مع مراحل النمو المعرفي للطفل، والحد من ظاهرة البطالة كونها تخلق الفراغ وتغدي العنف والإنحراف وتوعية الأسرة من أجل متابعة أبنائها وإشراك جمعية أولياء التلاميذ والأسر بشكل إجباري في المسار التربوي ودعم موضوع النشاطات المدرسية وموضوع التسلية وإستحداث قانون يعرض الطالب والمعلم على الطبيب النفسي قبل الترشح للمنصب وأثناء فترة التدريس وفتح الحوار والنقاش مع الوزارة الوصية حتى لا نصل إلى ما يسمى بالعقم الإجتماعي.