الحاج مختار بوغراسة واحد من الشخصيات البارزة على مسرح الأحداث الرياضية بوهران قدم الكثير لفريق »ليزمو« العتيد منذ أن كان مهاجما في صفوف النادي سنوات الأربعينات رفقة زملاء أمثال ناير العربي صابي بالحميدة حقق مع فريقه الأصلي إنجازات تاريخية كان لها وزن ثقيل في فترة الإحتلال الفرنسي أهمها مشاركة في تنشيط نهائي كأس شمال إفريقيا حيث لا يزال هذا الرجل يحفظ في ذاكرته لحظات جميلة تضامنا مع الإتحاد وساهم الشيخ بوغراسة في قيادة إدارة »ليزموا« إلى غاية إبتعاده هذا الموسم تاركا المشعل للشباب إذ يرى في شخصية الرئيس بوعقيل عزيمة كبيرة ورغبة جامحة لإعادة بعث مدرسة العميد وإعطاء نفس جديد بتأسيس الأكاديمية الذي يعتبرها بوغراسة المشروع الحلم الذي سيعود بالفائدة على النادي العتيد السيد بوغراسة إستقبلنا بمقره بصدر رحب وخص جريدة »الجمهورية« بهذا الحوار الذي إمتد إلى حد إحياء أمجاد أحد أعرق الأندية بوهران الذي تغن به شيوخ وشعراء على مد التاريخ السيد بوغراسة مرحبا بك ضيفا في الملف الرياضي نود في البداية معرفة أحوالك منذ إبتعادك عن فريق »ليزمو« في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الإلتفاتة وحتى الفكرة إحتفال بميلاد الفريق التي ستساهم بشكل كبير في بعث روح الفريق أما بخصوص مسيرتي مع الفريق فصحيح أنني تنحيت عن الرئاسة لأنني وبكل صراحة أصبحت لا أتحمل المشقة خاصة وأنني أضحيت طاعنا في سن بالمقارنة مع المجموعة الشابة التي تلعب للفريق والتي تحتاج إلى رئيس الشباب بفهم عقليات هؤلاء اللاعبين ولن نجد أحسن من ربيع بوعقيل للقيام بهذه المهمة لكنني رغم هذا لم أبتعد عن الفريق ولا زلت أعطي بعض التوجيهات من بعيد هل تتابع أخبار الفريق حاليا؟ لا أستطيع أن أنسى الفريق الذي لعبت له ضمن الأصاغر والأواسط وتوليت رئاسة حتى بلغت سن الثمانين فكيف لا أتابع ما يجري داخل أو خارج L'USMO الذي يبقى في حاجة إلى الدعم لدرجة أنني لا أفرط أي لقاء يلعبه أو حتى الإجتماعات التي تعقد بين المسيرين أو اللاعبين لحد سواء كيف تقيم بإختصار مسيرة الفريق في بطولة القسم الجهوي حاليا؟ منذ 6 سنوات مضت إعتمدنا على توظيف جانب الخبرة والتجربة لبناء فريق قوي وهو الأمر الذي تحقق بقطع تأشيرة الصعود في الموسم 2006 2007 إلا أننا إكتشفنا فيما بعد أن الكرة الحالية تحتاج إلى الأموال والرجال وهذا ما يفتقده الفريق وهو ما يعكس الوضع الحالي للفريق الذي تقهقر إلى المراتب الأخيرة ويبقى الرئيس الجديد هو الأمل الوحيد لإنقاذ الفريق من الوضعية الحرجة في الوقت الراهن والسعي مستقبلا في تكوين فريق يلعب من أجلL'USMO وهران وليس لجعلها محطة في مشواره الرياضي وفقط ماهي الدوافع التي ساهمت في بلوغ ليزمو إلى هذه الوضيعة غير المريحة في الأقسام السفلى رغم عراقة الفريق ؟ لا يمكن إخفاء الحقيقة المرة التي تعيشها الكثيرمن النوادي الكروية في وهران بسبب نقص الدعم المادي حيث أن الفريق الأول في الباهية لا يزال يعاني من تأخر الإفراج عن الإعانات وعندما ننفقها لا تكفي حتى لسد حاجيات فريق الأصاغر ضف إلى ذلك وجود بعض أشباه اللاعبين الذين يتسلمون منحة الإمضاء إلا أنهم يلوذون بالفرار أو يتخاذلون في إعطاء المردود الحقيقي لهم والأمر المؤسف أن الفريق يتحدث عنه الكبير والصغير إلا أننا عندما نفتح الأبواب للمساعدة يديرون وجوههم إذا أردنا أن ننتظر النتائج الإيجابية والوجه الحقيقي للفريق فعلينا ضخ مليار و500 مليون سنتيم لتحقيق هذه الأمال لأن الفريق يعد بوابة المرور أمام اللاعبين للإلتحاق بالأندية الكروية الكبيرة الكثير من اللغط أثير حول المقر الذي يظل حديث العام والخاص فما ردك على الذين يلقون اللوم على المسيرين ؟ المقر هو ملك للفريق وسيظل وليس لأي مسير الحق في تصرف ملكية الفريق لأن ليزمو راية الباهية ورمز الرياضة ومن رأي فإن الذي يتحدث على المقر هو من له رغبة فيه لأنني لا أستطيع بيع الفريق ولا حتى المقر لالشيء إلى أن الدم الذي يجري في عروقه هو دم ليزمو هذا من جهة الغلاف المالي المتواضع الذي يصل الفريق والذي يقدر ب 400 مليون سنتيم من البلدية (APS) ومديرية الشبيبة والرياضة (DJES) هل يمكن التصرف في هذا المبلغ الذي لا يكفي كما قلنا سابقا حتى لدعم الأصاغر مما يستدعي منا صرف أموال إضافية إن الذين يتحدثون على هذه الأمور لا يمثون بأي صلة للفريق كما أنهم لا يحبون أصلا إسم »ليزمو« لأن الذي يحب الفريق يقف إلى جانبه ويدافع عنه وليس العكس ما هي المشاكل التي وجهتها خلال توليك رئاسة الفريق؟ كنت على رأس الفريق منذ 1994 إلى غاية 2007 وساهمت في صعوده إلى القسم الجهوي الأول في موسم 2006 2007 إلا أنني إنسحبت في 2008 بعد أن غاب الدعم المادي والمعنوي خاصة من طرف المساعدين الذين أصبحوا يقررون ويتحكمون في الفريق كما يحلوا لهم وكأنه ملك لهم إلى جانب نقص اللاعبين الذين إختاروا اللعب لنوادي كبيرة ونقص الأموال لأن ثمن الصعود إلى القسم الجهوي الأول جعلني أنفق أموالي وأموال أولادي لبلوغ هذا الهدف إلا أنني إكتشفت وجود أشخاص لا يستحقون تقمص ألوان الكحلة والبيضة « ما هي الفترة التي حققت فيها نتائجا جيدة؟ أسعد لحظة في حياتي كانت موسم 2006 2007 أين تمكن الفريق في قطع تأشيرة الصعود إلى القسم الجهوي الأول الذي أعتبره إنجاز في مسيرتي الكروية لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق الأفضل للأسباب المعروفة هل ما زالت مدرسة العميد خزان الأندية أم تخلت عن سياسة التكوين؟ لا تزال مدرسة الفريق تكون اللاعبين في جميع الأصناف حيث يتحصل الفريق الكبير على غرار مولودية وهران وجمعية وهران وفاق سطيف شباب بلوزداد أهلي البرج وغيرهم على خدمات اللاعبين الذين يتكونون في الفريق إذ في كل موسم يتم تأطير حتى 5 إلى 6 لاعبين إلا أننا لا نستطيع إلزامهم بالبقاء والأمر المؤسف أن اللاعب عندما تتاح له الفرصة في فترة التحويلات لا يشكرك أوحتى يودعك بمجرد أن يتفق مع الفريق الجديد يشد الرحال بعدها مباشرة إلا أن هذا لا يقتصر على الجميع فهناك لاعبين تمكنوا من حجز أماكن أساسية في نواد كبيرة إلا أنهم لم ينسوا الجميل الذي قدمه لهم الفريق حيث علما سمحت لهم الفرصة فإنهم يزورون الفريق أو يتصلون لمعرفة أخباره الرئيس الحالي ربيع بوعقيل أسس أكاديمية جديدة لتأطير الفئات الشابة ودمجها في نادي ليزموا« ما رأيك في هذاالمشروع؟ ربيع بوعقيل لاعب سابق وإبن الفريق والأفكار التي جاء بها تخدم الكرة الجزائرية عامة لأنه فسح مركزا لتكوين لاعبين مميزين وحتى السياسة المنتهجة من طرفه جعله محبوبا لدى الأصاغر وهذا شيء إيجابي وهو ما جعلني أتوسم فيه الرئيس المثالي وعليه فقد سلمت له مشعل وأنا واثق جدا بأنه سيحقق نتائج جد إيجابية وفي فترة وجيزة خاصة وأن الإستراتيجية التي قام بها مع فئة الأصاغر والأشبال والأكابر والتي تعتمد تكوين اللاعب من جميع النواحي سيرينا فريقا لا يشق له غبار ما هي الأسماء التي تخرجت من رحم الفريق هناك أسماء كبيرة لعبت في البطولات الفرنسية في الحقبة الإستعمارية نذكر منهم »ڤناوي« الذي لقب باللؤلؤة السوداء« حيث لعب لعدة فرق فرنسية علي غرار موناكو، أولمبيك مارسيليا تولوز في الفترة الممتدة ما بين (1936 1938) كما لا ننسى »دحو« الذي أمضى لفريق مرسيليا »بوجلال« المدعو »ستانغو« الذي أمضى لفريق باري بالإضافة »قيرود« مع فير و»لازيني« وموسى لخضر مع باري وتولوز والحارس الكبير الذي ذاع صيته على المستوى الإفريقي »بغداد« والذي بقي مخلصا للفريق رغم تهافت الأندية للحصول على خدماته إلا أن المسيرة توقفت بعد فترة الإستقلال حيث لم نتمكن من إنجاب لاعبين هؤلاء لأن المدربين الكبار وحتى المسيرين لعبوا ورغم هذا هناك من لا يزال يقدم النصائح للفريق نذكر منهم »بوزيدي أحمد« الذي ترأس الفريق في فترة الأربعينات الفريق نجح في تمديد رسالة نضالية إبان الثورة إلا أنه لم ينعكس على الجانب الكروي فما رأيك؟ بكل بساطة لأن اللاعبين في تلك الفترة معظمهم مجاهدين حتى L'USMO كان الفريق الوحيد المسلم من بين الفرق الأخرى الأمر الذي حفزهم على رغم مما قدمه عميد الأندية صاحب المسيرة الطويلة إلا أن أرشيفه عثر عليه مرميا في الزبالة ما تعليقك على هذه القضية التي أتيرت الكثير من الجدل؟ أعتقد أن هذه المسألة غدتها الإشاعات ولا أساس لها من الصحة وكل ما في الأمر أنه بعد مرور فترة 10سنوات يمكن الإستغناء عن بعض الوثائق ما دام أنه في فترة ما بعد الإستقلال كان يحتفظ فقط بورقة إمضاء اللاعبين وكنتيجة لتوقف البطولة في هذه المرحلة أي مباشرة بعد الإستلال نقل »ليزمو« إلى مقره الحالي وتركت بعض الوثائق في المقر القديم القريب من مقهى النجاح.