بأسلوب مبهر ومهارة لا متناهية برع أبطال سيرك عمار أول أمس في تقديم عرضهم الإفتتاحي لهذه السنة بمدينة وهران وكان ذلك بجنة الأحلام بداية من الساعة السادسة مساءا حيث أعد هؤلاء العدة لإستقبال ضيوفهم وإشباع فضولهم في الفرجة والإستمتاع بعروض فنية غاية في الخطورة والجمال أيضا على وقع موسيقى تطرب الأذن وتعلق في الأذهان بألوان الأضواء المختلفة التي أنارت خيمة السيرك وساحة العرض وقدمت أبطال سيرك عمار في شكل جميل ومظهر أجمل لقد كانت الخيمة ممتلئة على آخرها في العرض الإفتتاحي مثلما توقع الجميع حوالي 1500 متفرج وجهوا أبصارهم وآذانهم وحتى عقولهم لمختلف الإستعراضات والألعاب البهلوانية الخطيرة والتي لم تكن تخل إطلاقا من المجازفة ورغم ذلك إحتاط الفنانون والعارضون بطوق أمني عمل به زملاؤهم وأعوان الحماية المدنية والأمن الوطني لمدينة وهران منذ إنطلاق الإستعراض إلى نهايته وخروج المتفرجين مما شجعهم على أداء أدوارهم بمنتهى الدقة والبراعة والخبرة إنقسمت عروض السيرك إلى جزءين الأول منها تمحور حول الماء بحيث غطى مسبح كبير ساحة العرض وراح البهلوانيون من رجال ونساء وطفلة يستعرضون ألعاب الجسد المختلفة على اليابس الماء والهواء أيضا بدقة ورشاقة وقدرة كبيرة في الإحتفاظ بالتوازن حتى في أصعب الحالات والمستويات فأدرك جميع المتفرجين بأن الوصول إلى هذا المستوى من الخبرة والمهارة ليس بالأمر الهين ولا تأتى بالموهبة وحدها بل بالتدريب والتمارين المتكررة لسنوات طويلة وأسلوب عيش صارم دون كلل أو ملل. العرض الأول حول الماء لم يخل أيضا في ألعاب الأضواء وحتى الماء ذاته كان له النصيب الأهم بحيث رقص« و»تناغم« الماء على وقع موسيقى جميلة جدا فصنع أشكالا هندسية رائعة لونتها الأضواء طولا وعرضا وإرتفاعا وبذلك ختم الجزء الأول من السيرك وبعد إستراحة دامت حوالي 15 دقيقة أزيح خلالها المسبح من مكانه ليترك المجال لعرض الحيوانات المفترسة والأليفة أيضا فكان »طوني« مروضها ومدربها فجازف كثيرا لدى دخوله قفص النمور وبرع أكثر في جعل الخيول ترقص وتحيي المتفرجين وكان هناك أيضا عروض أكثر خطورة للتماسيح والثعبان وفرس الماء وقبل الإعلان عن نهاية العروض خرج »طوني« ولك رفقائه إلى حلبة العرض لتحية ضيوفهم على طريقتهم الخاصة فقدموا أمامهم إستعراضا غنائيا راقصا أما المتفرجون فانسجموا تلقائيا بما عرض أمامهم فراحوا تارة يهتفون وتارة أخرى يصفقون ويترقبون بكل صبر وفضول ما سيستجد في الحلبة أما أبطال السيرك فأدوا كل الأدوار وعملوا في كل الوظائف وحتى في بيع المأكولات .