الكثير من العائلات الجزائرية استغلت يوم الانتخاب في اصطحاب أطفالها إلى خيمة »سيرك عمار« بحديقة الحيوانات ببن عكنون باعتباره يوم عطلة لتلاميذ المدارس والآباء الموظفين، وإن قلصت الأمطار الطوفانية من مستوى الإقبال على صناديق الاقتراع فإنها لم تمنع العائلات من أن تُسجل الحضور القوي بخيمة السيرك. »الشروق اليومي« كانت هناك وقاسمت العائلات ساعات الفرجة واكتشفت سحر العروض الجليدية. رغم الأمطار الغزيرة ورداءة الأحوال الجوية إلا أنهم كانوا كثيرين عند مدخل حديقة الحيوانات ب »بن عكنون« لا للقيام بجولة بين أقفاص حيوانات الحديقة وإنما لاكتشاف مفاجآت وعروض »سيرك عمار« الذي نصب خيمته البيضاء وبسط أرضيته الجليدية بموقف السيارات الخاص بالحديقة. سحر الخيمة... يتحدى المحليات ويعصف بالأمطار قبل نصف ساعة من العرض الأول لظهيرة الخميس الذي انطلق عند الثالثة تماما، دخلنا إلى خيمة »سيرك عمار« بعد اختراق طابور العائلات المصطفة عند مدخل الخيمة التي كانت مدرجاتها شبه ممتلئة.. وبمجرد أن تعتلي مدرجات الخيمة وتستقبلك واجهة العرض وتضمّك الأضواء الراقصة على موسيقى الغجر والفلكلور الإيطالي تكون قد ولجت حقيقة إلى عالم آخر يدعى عالم »سيرك عمار« أين السحر بكل أطيافه يأسر الجميع ليطلق العنان للخيال والفرجة، إذ يقول (عبد الزاق. د)، 48 سنة، أب لطفلين: »إن بوابة الخيمة بمثابة فاصل بين عالمين، بين عالم الحقيقة والحياة اليومية والروتين الممل والمشاكل المتكررة وبين عالم لا نراه إلا في التلفزيون أو في الخيال، حقيقة خيمة السيرك تستحق الزيارة«. في حين تذكرت (زهية. ج)، أم لأربعة أطفال، المسلسلات المدبلجة التي تروي حياة الغجر والسيرك قائلة "هذه الخيمة وما يحيط بها أشبه ما تكون بخيمة الغجر في الأفلام المدبلجة.. الموسيقى والعربات ذاتها، وكذا ملابسهم.. شيء رائع وفريد". النمر الأبيض وثعبان الألكوندا.. نجمان بلا منازع وقبل أن يُرفع الستار إيذانا بانطلاق العروض لابد من بعض الصور التذكارية للعائلات مع النجمة التي يعرفها كل من سبق له وأن زار السيرك من ذي قبل »حية الألكوندا« والنجم الجديد الذي افتك مكانته رغم حديث عهده بعائلة »سيرك عمار« النمر الأبيض. وتنطلق العروض بين لوحات فنية يمضيها محترفو التزحلق على الأرضية الجليدية ولوحات المغامرة بحركات بهلوانية على الأرضية التقليدية للسيرك تصل إلى حد المخاطرة، يحبس بها المغامرون أنفاس الحضور ليعلو بعدها التصفيق والتهليل لنجوم زاحمهم النمر الأبيض بتميّزه وتجاوبه الكبير مع مروّضه وحية الألكوندا بالتواءاتها وحجمها الضخم، إذ اتفق أغلبية الأطفال المستجوبين بعد نهاية العرض على أن عرض الألكوندا والنمر الأبيض كان الأروع. جليد ألاسكا والإسيكمو بروح التوارق والبخور وتدعم »سيرك عمار« في جولته بالجزائر لهذا الموسم بأرضية عرض ثانية إضافية للأرضية التقليدية لتضم عروضا جديدة على الجليد حرص مصمموها على أن تظهر ثقافة أهل الإسكيمو وبيئة ألاسكا مع مزجها بعبق الصحراء الجزائرية بإدماج رجال التوارق في عرض التزحلق على الجليد بلباسهم وحلتهم الأصيلة وبالبخور المتعالي من زوايا الخيمة في مزج حضاري صفق له الجمهور وهلل له الحضور، معبرين عن رضاهم وشاكرين لمصممي العرض لتوفيقهم في إظهار اللمسة الجزائرية في لوحة التزحلق على الجليد. وبعد الخدع البصرية للساحر ولوحات فتيان السيرك الذين تفننوا في حركات بهلوانية رياضية وبسمات الأطفال التي رسمها البهلوان، اختتم عرض الظهيرة على وقع كلمات أغنية »سيرك عمار« بالإيطالية معددة للوحات السيرك وأفراده وشاكرة للجمهور جميل حضوره وتفاعله، وأسدل الستار عن »سيرك عمار« في انتظار عروض أخرى ستدوم إلى الرابع جانفي من العام القادم. وعند مخرج السيرك، كان لنا حديث مع بعض العائلات، حيث علقت نضيرة، 35 سنة، أم لطفلين "هذه المرة الثالثة التي أزور فيها »سيرك عمار« وهذه المرة جئت خصيصا لاكتشاف السيرك الجليدي، خاصة وأن الأمطار تمنعنا من التنزه مع أبنائنا في الأماكن المفتوحة"، بينما اعتبر محمد، 42 سنة، أب لثلاثة أطفال، أن كون يوم الانتخابات يوم عطلة سمح له بأن يصحب أبناءه إلى السيرك لأنه عادة يعمل بالخميس ويُفضل أن يستغل يوم راحته الجمعة في قضاء حاجيات العائلة من تسوق وما شابه ذلك. أما (خليل. م)، سوري مقيم في الجزائر وأب لسبعة أبناء، فقال »سعر التذكرة مرتفع نوعا ما خاصة إذا كانت عائلة متكونة من عدد كبير من الأطفال كعائلتي.. إلا أن العروض جد شيّقة وممتعة تنسينا ولو القليل من مشاكل الحياة وترفه عن أبنائنا«. زين العابدين جبارة