تم الشروع في تجسيد عملية للمرافقة التقنية لأجل تطوير شبكات الابتكار في شعبة التمور بولاية بسكرة وذلك بإقامة ورشة موسعة بجامعة محمد خيضر لفائدة المتعاملين في المجال. وتولى تنشيط هذه المبادرة التي تنظمها على مدار ثلاثة أيام مديرية الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار إطارات من وزارة الصناعة ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالإضافة إلى خبيرين من ألمانيا. ويحضر الورشة ممثلو كل من غرفة الفلاحة وجمعية مصدري التمور وغرفة التجارة والصناعة "الزيبان" وغرفة الصناعات التقليدية والحرف ومركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة بجامعة بسكرة فضلا عن مهنيين في إنتاج التمور يزاولون النشاط عبر تراب الولاية. ولدى تقديمه ورقة تمهيدية حول موضوع الورشة أفاد مدير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار بالولاية السيد لزهر قواسمية أن شبكات الابتكار(كليستر) تعني في مفهوم بسيط" انخراط المتعاملين في قطاع معين في عمليات ابتكار متعددة تمكن من التحكم في مختلف العمليات المتعلقة بذلك القطاع". وبالنسبة لشعبة التمور على سبيل المثال أبرز ذات المتحدث أن هذه العملية تنجز من خلال اندماج النشطاء في هذا الميدان في جهد جماعي وتضامني يفضي إلى التحكم في كل العمليات بهذه الشعبة الفلاحية بدءا من مرحلة الإنتاج إلى غاية مرحلة التسويق. وحسب الخبيرين الألمانيين فإن الشبكات (كليستر) تعد بمثابة نمط ناجع للتعاون والتكامل بين المتعاملين لنفس القطاع مضيفين بأن هذه الصيغة تشكل مركز الاتصال بين المتعاملين فيما بينهم وتقدم مفاتيح حلول للمعوقات المعترضة في مجال إنتاج وتصدير التمور. واستنادا لهذين الخبيرين فإن تسيير عملية الابتكار يرتكز على إستراتيجية جديدة تهدف إلى تحسين الإنتاجية وتخفيض التكاليف وتطوير أساليب الإنتاج والتنويع وتوزيع المنتجات بغرض الحفاظ على الأسواق أو فتح أسواق جديدة. وتبين من خلال تبادل النقاش بين الحضور في إطار الورشة بأن هذا النظام يرمي كذلك إلى رفع القدرة التنافسية بين المؤسسات من خلال تحسين أدوات الابتكار الوطنية ويترافق ذلك مع توفير مناصب شغل وزيادة الصادرات لأجل تحقيق النمو على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. وعلى المستوى المحلي أكد متدخلون محليون بلهجة متفائلة بأن ولاية بسكرة تزخر بكافة متطلبات التنمية من ذلك وجود منشآت قاعدية هامة كالجامعة التي بها 21 مخبر بحث علمي وهيئات إسناد علمية منها مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة والمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية. كما تتوفر ولاية بسكرة على المادة الخام في شعبة التمور متمثلة في ثروة نخيل مقدرة بأكثر من 4 ملايين نخلة منها حوالي 3 ملايين نخلة منتجة بطاقة إنتاج إجمالية تتعدى 2 مليون قنطار سنويا وفقا لنفس المصدر. وبرمجت فضلا عن الورشة زيارات ميدانية للوفد التقني تستهدف وحدات مختصة في توضيب التمور بكل من أوماش وطولقة.