يعرف الصالون الدولي للكتاب مند افتتاح فعالياته يوم الثلاثاء الفارط تنظيم لقاءات وندوات لكتاب ومؤرخين للحديث عن مواضيع تتعلق بالكتاب والمقروئية وما يتعلق بالثورة التحريرية ومساراتها، ومن بين اللقاءات ندكر الندوة التي نظمت أول أمس، والتي تناولت موضوع أعمال أول كاتبة جزائرية بقلم فرنسي طاوس عمروش، وهدا من أجل أحياء ذكراها عن طريق أعمالها الفريدة. تمحور اللقاء الذي نشطه الناشر عمار إنقراشن، والمنظم على هامش الطبعة 23 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر، بالمسار الفريد لطاوس عمروش، التي خصصت شتى مؤلفاتها لويلات الهجرة التي تضاف إليها المشاكل التي واجهتها لكونها مسيحية مهمشة اجتماعيا، على حد قول المتدخل. ويؤكد عمار أنها كانت من أهم كاتبات عهدها اللواتي لم تفتأ تسل سيفها أمام الطابوهات والعادات الرجعية في مجتمع منطوي على نفسه، وكانت تنبذ كل ردود الأفعال الاشتراكية وترفض الانطواء في نسق هوية جامدة، يضيف إنقراشن على صاحبة “السنبل الأسود”، وهي أول رواية لها صدرت سنة 1947، كما كانت الكاتبة عمروش مختصة في الغناء، بحيث كانت أولى النساء التي قامت بتكييف “إشويقن” في شكل أوبرا – غناء شعري تقليدي قبائلي تؤديه النساء- من أجل حفظ هذا التراث الشفوي الذي تتناقله النساء بين الأجيال من الزوال، وألفت طاوس عمروش، المولودة سنة 1913 بتونس، أربع روايات مخصصة للسيرة الذاتية، ثارت من خلالها على العادات المميتة، وراحت تتساءل على قضايا تشردها وغربتها. أدباء يناقشون مفهوم الرواية المغاربية وتجلياتها شكل مفهوم الرواية المغاربية وخصوصياتها محور اللقاء الذي جمع ادباء ونقاد أول أمس، وقد تساءل المتدخلون في مستهل اللقاء عن مدى صحة هذا المفهوم وثوابت هذه الرواية وتجلياتها ووجوه الاختلاف مع الرواية في المشرق، وقال الروائي التونسي شكري المبخوت الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية 2015 عن روايته “الطلياني” في تحليله لهذا المفهوم انه يجب تفكيك مفهوم الرواية المغاربية لمعرفة ان هي تتوفر على مجموعة من الثوابت في التعبير والكتابة. واعتبر أن الرواية هي تواصل انساني مهما كانت البيئة التي تنشا فيها اذ هي تتجاوز هذا الفضاء (المغاربي ) لتنقل للقارئ معرفة جديدة بأسلوبها الخاص، و أوضح أن هذا النقاش هو في الواقع عمل النقاد أما الروائي فما يهمه هو تقديم عمل له قيمة فنية و قادر على المنافسة في سوق الرواية ليس على المستوى العربي بل عالمي، وفي هذا السياق يقول الكاتب الجزائري لحبيب السايح انه يفضل ان يكون كاتبا جزائريا أولا و ان ينقل للآخرين رسالة وجود ثقافة و حضارة وإنسان جزائري لان هذا الأخر يرغب حسبه في سماع صوت هذا الكاتب و شم روائح مجتمعه و معرفة امور خاصة به. أما الناقد والباحث المغربي شرف الدين ماجدولين المتخصص في الأنساق المعرفية و التداولية للسرد العربي فقد تساءل عن جدوى ربط الرواية بالجغرافيا رغم وجود أشياء تميز العمل الأدبي في المغرب العربي مثل ثنائية اللغة حيث هناك روايات باللغة العربية و أخرى باللغة الفرنسية، وذكر في هذا السياق بوجود تأثيرات مشرقية ومتوسطية في هذه الإعمال الروائية مع ظهور ميل لدى الروائيين المغاربة للعودة إلى الأصول حيث يتجلى في بعض أعمالهم العمق الامازيغي، وأشار أيضا إلى أن الرواية في البلدان الثلاثة الجزائر والمغرب و تونس، عرفت تطورا حيث ارتفع النشر في السنوات الأخيرة، كما جلبت الرواية كتاب من حقول علمية ومجالات معرفية مختلفة. ومن بين المسائل التي أثيرت في الندوة موضوع الترجمة التي غالبا ما تنجز في دول أخرى أوروبية على الخصوص حيث كانت الآراء متباينة بين المشاركين واعتبر البعض أن الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية أوفر حظا في الترجمة للغات أخرى من التي تكتب باللغة العربية، إلا أن هناك من يرى عكس ذلك مستشهدا ببعض الأعمال العربية التي لقيت رواجا كبيرا و ترجمت لعدة لغات، في حين طرح شكري المبخوت استنادا إلى تجربة شخصية مشكل القارئ ورغبته في الاطلاع على أدب الغير، وقال إن ترجمة روايته “طلياني” إلى اللغة الألمانية لم تلق الصدى المرجو مرجعا ذلك لكون القارئ أحيانا ليس له فضول في لمعرفة الأخر . حميد زوبا يستعرض كتاب (تغيير الحياة) لجان غينو صرح حميد زوبا المدافع السابق لفريق جبهة التحرير الوطني، أن كتاب “تغيير الحياة” لجان غينو، هو المصدر الخصب لإلهامه في تأليف كتابه “حياتي شغفي”، وقال زوبا لدى عرض كتابه بقاعة الجزائر بقصر المعارض ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب لما اكتشفت كتاب جان غينو، وجدت نفسي مماثلا له، كان ابن إسكافي ببلدة فوجار فرنسا، و مثلي، كانت طفولته تعيسة بسبب الفقر، ما جعله يتخلى عن دراسته في سن ال 14 لمساعدة عائلته. لكنه نجح فيما بعد في تغيير حياته، ليصبح كاتبا كبيرا، وهو ما أعطاني شجاعة كبيرة، ولم يتأخر المدافع السابق لفريق جبهة التحرير الوطني في لفت الأنظار حول الدور الفعال الذي لعبته كرة القدم في حياته، مؤكدا دون تردد بأن هذه الرياضة كانت لا محالة وراء الرجل الذي هو عليه اليوم. للإشارة، فعاليات الطبعة 23 للصالون الدولي للكتاب ستستمر إلى غاية 10 نوفمبر القادم، وتشهد لقاءات موضوعاتية حول الكتب والنشر، مع عرض نحو 300.000 عنوان لناشرين جزائريين وأجانب.