فشلت محاولة انقلاب في الغابون نفذتها مجموعة من العسكريين فجر الاثنين فيما لا يزال الرئيس علي بونغو خارج البلاد منذ شهرين ونصف الشهر بسبب مرضه وتقتصر مهام الحكومة فقط على تصريف الأعمال. وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، دعا عسكريون في الغابون إلى “انتفاضة” شعبية معلنين تشكيل “مجلس وطني للإصلاح” من أجل “استعادة” الديموقراطية، في رسالة تليت عبر الإذاعة الرسمية. وبعد ساعات من الإعلان، “عاد” الهدوء إلى البلاد، و”تمت السيطرة” على الوضع، وفق ما أعلن وزير الإعلام والمتحدّث باسم الحكومة غي-برتران مابانغو. وأكد لوكالة فرانس برس أنه من أصل من خمسة عسكريين استولوا على مبنى الإذاعة والتلفزيون الوطني ليل الأحد الاثنين، “تم توقيف أربعة ولاذ واحد بالفرار”.وأضاف أن قوات الأمن نشرت في العاصمة وستبقى في الأيام المقبلة لضمان النظام، فيما ستبقى حدود البلاد مفتوحة. وفي المقابل، أكد مراسل لوكالة فرانس برس أن الانترنت قد قطع في ليبرفيل. أدانت الجزائر محاولة “الانقلاب” التي نفذها عسكريون صبيحة الاثنين بالغابون, مشيدة بالعودة السريعة للنظام الدستوري بهذا البلد, حسبما أشار اليه بيان لوزارة الشؤون الخارجية. و أوضح ذات المصدر أن “الجزائر التي رفضت دوما جميع محاولات الاستيلاء على الحكم بالقوة تشيد بالعودة السريعة للنظام الدستوري في هذا البلد الصديق, مذكرة بالموقف الافريقي المشترك المتخذ خلال القمة ال35 لمنظمة الوحدة الافريقية المنعقدة بالجزائر في جويلية 1999 و المكرس بالعقد التأسيسي للاتحاد الافريقي الذي يدين و يرفض كل تغيير غير دستوري ببلدان القارة”. وأدان الاتحاد الإفريقي “بشدّة” محاولة الانقلاب التي جرت الاثنين في الغابون، وفق ما أكد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي رافضاً بشكل تام “أي تغيير غير دستوري للسلطة” في الغابون. من جهتها، نددت فرنسا بمحاولة الانقلاب ودعت الى “الاحترام التام” للدستور في هذا البلد المنتج للنفط والذي كان مستعمرةً فرنسية سابقة. وتلا رسالة إعلان الانتفاضة عسكري قدم نفسه على أنه الملازم أوندو أوبيانغ كيلي مساعد قائد الحرس الجمهوري ورئيس “الحركة الوطنية لشبيبة قوات الدفاع والأمن في الغابون”، غير المعروفة حتى الآن. وظهر عسكريان مسلحان يضعان القبعات الخضراء الخاصة بعناصر الحرس الجمهوري في مقطع الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي خلفه. وقال العسكري إن الحركة تطلب “من جميع شبان قوى الدفاع والأمن ومن كل شبيبة الغابون الانضمام إلينا” معلنا تشكيل “المجلس الوطني للإصلاح” من أجل “ضمان انتقال ديموقراطي للسلطة”. وتابع “لا يمكننا التخلي عن الوطن” معتبرا المؤسسات التي تستمر بالعمل في غياب بونغو “غير شرعية وغير قانونية”. وكان الرئيس علي بونغو في السعودية في 24 أكتوبر عندما أصيب بجلطة ونقل إلى المستشفى في الرياض حيث خضع للعلاج لأكثر من شهر قبل نقله إلى الرباط حيث يمضي فترة نقاهة. ولم يحدّد حتى الآن موعد لعودة الرئيس الذي تحكم عائلته البلاد منذ عام 1967. ولم تعلن أيضاً حالة فراغ السلطة في غياب رئيس البلاد. ونقلت المحكمة الدستورية جزءاً من صلاحياته إلى رئيس الوزراء ونائب الرئيس. وتقوم الحكومة فقط بتصريف الأعمال. وخلف علي بونغو والده عمر في عام 2009 بعد وفاته، وأعيد انتخابه عام 2016. وحكم عمر بونغو هذا البلد النفطي منذ عام 1967 إلى حين وفاته.