أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الجمعة، انسحاب أمريكا من معاهدة حظر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى مع روسيا. وقال بومبيو: “سنقدم إخطارا رسميا لروسيا بانسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة في غضون ستة أشهر”. وأكد أن “بلاده ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى اعتبارا من غد السبت”. وسبق أن هددت بأنها “مستعدة لاتخاذ تدابير عسكرية حال استمرار الانسحاب الأمريكي من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى”، مشددا على أنه “ليس هناك أية أسس لدى الأمريكيين لاتهام روسيا بانتهاك هذه المعاهدة”.وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أنه “إذا واصل الأمريكيون الخروج من جانب واحد من الاتفاقات والآليات الدولية المختلفة، فلن يبقى لنا سوى أن نتخذ تدابير ردية، بما فيها التدابير ذات الطابع العسكري التقني، لكننا لا نريد أن نصل إلى ذلك”، على حد قوله. أبدى الكرملين، الجمعة، “أسفه” لتحرك أميركي وشيك بتعليق الالتزام بمعاهدة تاريخية مبرمة مع روسيا تتعلق بالصواريخ النووية، واتهم واشنطن ب”عدم الإنصات أو التفاوض” لتجنب مثل هذه النتيجة. وفي وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن ستعلن قريبا عن خطط لتعليق الالتزام بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ردا على انتهاك موسكو لها. ورد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على هذه التصريحات قائلا: “عدم رغبة الأميركيين للإنصات إلى أي ذرائع، وإجراء مفاوضات موضوعية معنا يبين أن واشنطن اتخذت قرار نقض المعاهدة منذ وقت طويل”. وفي أكتوبر 2018 قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن واشنطن ستنسحب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى التي أبرمت خلال الحرب الباردة مع روسيا. واتهم ترامب روسيا بأنها “تنتهك منذ سنوات عديدة” تلك المعاهدة. وكانت المعاهدة التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5000 كلم، قد وضعت حدا لأزمة اندلعت في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ “إس.إس-20” النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا. وتقول الولاياتالمتحدة على مدى نحو عامين، إن النظام الصاروخي الروسي “9إم729” ينتهك المعاهدة، التي تحظر الصواريخ متوسطة المدى، التي كانت محور سباق تسلح في أوروبا بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي في الثمانينيات.