سيتم فتح مركز مكافحة السرطان أمام مرضى ولاية أدرار مطلع شهر جوان القادم، حسبما علم من مسؤولي مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وسيدخل المركز حيز الخدمة (140 سريرا) بفتح مصلحتي علاج السرطان بالأشعة والعلاج الكيميائي كمرحلة أولى في انتظار وضع باقي المصالح الطبية في الخدمة تباعا، مثلما أوضح مدير القطاع بومادة محمد. وخصص لإنجاز هذا المرفق الطبي غلافا ماليا بقيمة 35ر6 مليار دج ومبلغ 5ر1 مليار دج موجه للتجهيز الطبي المتخصص، وأنجز بمواصفات عالية من طرف فرع مجمع “كوسيدار” لأشغال البناء. وجهزت المركز بأحدث الوسائل الطبية المعتمدة في التصوير الطبي على غرار جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وأجهزة إيكوغرافيا، وأخرى للتصوير الإشعاعي وعتاد المخابر وغيرها من الوسائل ذات المواصفات العالية لضمان تكفل أحسن بالمرضى. كما يتوفر على مصالح علاج السرطان بالأشعة ومصلحة العلاج الكيميائي ومصلحة الأمراض السرطانية إلى جانب مصلحة التشريح الباطني والجراحة السرطانية والطب النووي، ومصلحة طب الأورام السرطانية وأمراض الدم ومصلحة للتخدير والإنعاش ومخبر مركزي إلى جانب وسائل لمعالجة النفايات الطبية. ويضمن التأطير البشري المتخصص لهذا المركز أطباء أخصائيون في الأمراض السرطانية والعلاج بالأشعة والتخدير والإنعاش وفيزيائيين طبيين وبيوطبيين. وفي السياق، باشرت مصالح الصحة اتصالات مع عدة هياكل صحية متخصصة بمختلف جهات الوطن على غرار مراكز مكافحة السرطان بورقلة وباتنة ومركز المكافحة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة لتعزيز التكامل بينها في مجال التكفل بالمرضى في إطار إتفاقيات التوأمة التي أبرمت معها في هذا الشأن. كما تم الحصول على التزامات من طرف الإطارات المتخصصة بالمركز الوطني للطاقة النووية للمساعدة في الإشراف على انطلاق عمل مركز مكافحة السرطان بأدرار، حسبما أشير إليه. ويضم المركز أيضا جناحا خاصا بإقامة المرضى ومرافقيهم سيما أولئك المرضى الذين تتطلب حالاتهم المرضية حصص علاج لأيام متتالية مما يسهل عملية متابعتهم صحيا للوصول نتائج أفضل في التكفل بهم طبيا. ويتطلع مرضى داء السرطان بولاية أدرار بأمل كبير لفتح هذا المركز والإستفادة من خدماته الطبية النوعية والذي سيوفر عنهم عناء التنقل خارج الولاية لمسافات بعيدة تزيد عن 1.500 كلم نحو الجزائر العاصمة، لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية والمخبرية للكشف عن مرض السرطان. وأعرب في هذا الصدد رئيس الجمعية الصحية الخيرية ” الغيث القادم” التومي عبد الرحمان عن أمله في “التعجيل” بفتح هذه المنشأة الصحية أمام المرضى لتقليص حجم معاناتهم طيلة السنوات الماضية إلى جانب توفير الإختصاصات والمصالح الطبية التي تضمن علاجا أمثل للمرضى من حيث وسائل التشخيص وطرق العلاج . وأشار المنسق الولائي لسجل السرطان بأدرار الدكتور مبروكي أمحمد إلى تسجيل 161 حالة جديدة بداء السرطان خلال السنة الماضية بزيادة 10 حالات مقارنة بسنة 2017، فيما يقدر العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالداء منذ إنشاء سجل السرطان بنحو1.000 إصابة لغاية اليوم. وتصدرت حالات الإصابة بالسرطان المسجلة خلال السنة المنقضية كل من سرطان الثدي لدى النساء (30 حالة) وسرطان الرئتين (23 حالة) وسرطان القولون والمستقيم (6 حالات) إلى جانب سرطان عنق الرحم وسرطان الغدة الدرقية، حسب المتحدث ذاته. وبالنظر إلى أن عديد المرضى الذين يتم توجيههم خارج الولاية لإجراء التشريح الباطني للعينات لا يعودون لمتابعة العلاج بمستشفيات المنطقة مما يتعذر معه إدراجهم في سجل السرطان للولاية ليبقى هذا الأخير لا يعكس الوضعية الفعلية لعدد المصابين بالولاية والذي يزيد عن ذلك، حسبما أشير إليه. وينتظر أن يساهم مركز مكافحة السرطان بأدرار في ترقية الخدمات الطبية وضمان التغطية الطبية للتكفل بالمرضى على مستوى هذه الولاية بل وحتى بعض الولايات الجنوبية المجاورة سيما ولايتي تمنراست وتندوف.