يواجه سكان 6 قرى تابعة لبلدية مكيرة بولاية تيزي وزو من أزمة عطش حادة منذ بداية الصيف. واستنادا للسكان، فان مياه الشرب غائبة بالمنطقة منذ أزيد من خمسة أشهر حيث جفت حنفيات منازلهم تماما، ما شكل معاناة حقيقية للسكان حمّلهم مصاريف مادية معتبرة، ناهيك عن الجهد والوقت الذي يبذله هؤلاء في توفير حاجياتهم من الماء الشروب. الوضعية التي تكاد تدخل شهرها السادس تسببت في استياء وتذمر المواطنين الذين يجهلون السبب الحقيقي في انقطاع الماء عنهم، في ظل صمت الجزائرية للمياه، حسب ما أفاد به بعض مواطني البلدية . وإزاء هذه الوضعية، طالب السكان بوضع حد لأزمة العطش، لا سيما أنهم أصبحوا ينتقلون ويوميا بين الآبار والينابيع لتلبية حاجياتهم، حيث يضطرون لكراء مركبات نفعية من أجل جلب الماء أو التنقل هنا وهناك إلى الينابيع والآبار غير المعالجة لنقل الماء مشيا على الأقدام، حيث قام هؤلاء الأسبوع المنصرم بتنظيم اعتصام أمام مقر البلدية وذلك للضغط على السلطات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الأزمة التي عكرت يومياتهم وحولها لشبه مستحيلة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والزيادة في الحاجة للمياه . وهدد السكان بالخروج إلى الشارع وغلق الطرقات في حال لم توف البلدية وكذا الجزائرية للمياه بوعودها المتمثلة في التدخل السريع ومعالجة الوضع . واستنادا لرئيس البلدية رابح بوحاج ايت مسعود، فان بلدية مكيرة تعاني من مشكل كبير في توزيع المياه، مشيرا إلى أن البلدية مزودة بالمياه انطلاقا من سد كودية تسردونت ويتم تزويد المنطقة خلال 24 ساعة، ثم 24 ساعة أخرى موجهة لتزويد بلدية تيزي غنيف موضحا ان 24 ساعة الموجهة لبلدية مكيرة لا تكفي لسد حاجات جل قراها بهذا المورد الحيوي. حيث تشهد 6 قرى على غرار قرية بوغزال حرشان جفافا حقيقيا سيما أنه لا تصلها أية قطرة من المياه. وقال ذات المتحدث انه رغم تنظيم اجتماعات بين جل الأطراف المعنية على غرار الجزائرية للمياه وكذا مسؤولي القطاع لإيجاد حل عاجل لهذا الوضع إلا أنه لم يتم إلى حد اليوم إيجاد حل ولو استثنائي لهذا المشكل. وأمام هذا الوضع، ندد السكان بسياسة الإهمال والتماطل في حقهم مشددين على ضرورة التعجيل في إيجاد حل استعجالي لإنقاذهم من مشكل الجفاف الذي حول حياتهم لشبه مستحيلة، كون أن معاناتهم تزداد مع دخول فصل الصيف اين تحتل الشكاوي الخاصة بالمياه الصالحة للشرب الواجهة وصدارة المشاكل التي يعاني منها السكان، مؤكدين ان أزيد من 4 ألاف قاطن بالمنطقة يضطر الى شراء الصهاريج لجمع المياه لتلبية متطلباتهم اليومية بعد ان جفت حنفيات منازلهم، وأشار السكان إلى ان البلدية وبهدف تدارك الوضع قامت بتدعيم المنطقة بصهاريج نتيجة غياب مصدر اخر للتزويد بهذا المورد الحيوي الهام على غرار الينابيع والابار، إلا ان هذا البديل بدل أن يكون نعمة اصبح نقمة عليهم نتيجة الطوابير الكبيرة للضفر ببرميل من المياه . وأعرب احد المواطنين عن سخطه وتذمره الشديد إزاء الوضع قائلا “منذ خمسة اشهر لم تزر المياه حنفيات منازلنا وجفت عن أخرها ونحن نتكبد مشقة البحث عن المياه بطرق بدائية ويشارك فيها جل أفراد العائلة خاصة الأطفال منهم فكل عائلة على حساب أفرادها فالكل يشارك في جلب المياه، لكن المشكل الأكبر يضيف محدثنا يكمن في الطوابير الغير المنتهية التي تشهدها الصهاريج التي زودتها بهم البلدية التي لا تستجيب لمتطلباتهم، ويضيف محدثنا قائلا ” نجد أنفسنا يوميا مجبرون على الانتظار لساعات من الزمن للضفر ببرميل من 20 لتر لنضطر بعدها على حملها سواءا على ظهورنا أو على ظهر الحمير وقطع مسافات طويلة للوصول إلى منازلنا” . هذه الوضعية لا تقتصر على منطقة بل تمس العديد من القرى على غرار قرية اث بووادوا، ناهيك عن بلدية بوزقان، ذراع الميزان، منطقة اغريب بازفون، افرحونن، ماكودة، واقنون وغيرها ورغم أن ولاية تيزي وزو تحوي على 14 بالمائة من المواد المائية على الصعيد الوطني إلا أن مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب لا يزال قائم، ورغم أن سد تاقصيت يعد من اكبر السدود وطنيا والذي ارتفع منسوب مياهه في كل شتاء إلا أن قرى تيزي وزو تعاني من جفاف غير مبرر وأمام هذا وذاك فان موطني منطقة القبائل يطالبون من المسؤولين إنهاء معاناتهم وإنهاء الهواجس الناجمة عن افتقار قراهم من المياه الصالحة للشرب.