الصهاريج بأسعار خيالية يعاني، سكان منطقة ايللتن، التابعة لبلدية عين الحمام بولاية تيزي وزو، من أزمة عطش حادة، حيث لاتزور المياه منازلهم إلا مرة في 20 يوما، ما جعلهم يطالبون مصالح المياه بمعالجة المشكل في أقرب الآجال وإنهاء هذه المعاناة. مع كل فصل صيف تحتل الشكاوي الخاصة بالمياه الصالحة للشرب الواجهة وصدارة المشاكل التي يعاني منها السكان، فمنذ دخول موسم الحر والسكان يعانون من أزمة عطش حادة، فأزيد من 4 ألاف قاطن بالمنطقة يضطرون للجوء إلى شراء الصهاريج لجمع المياه لتلبية متطلباتهم اليومية بعد أن جفت حنفيات منازلهم منذ أزيد من 15 يوما، ولتدارك الوضع قامت البلدية بتدعيم المنطقة بصهاريج نتيجة غياب مصدر آخر للتزويد بهذا المورد الحيوي الهام على غرار الينابيع والآبار، إلا أن هذا البديل بدل أن يكون نعمة أصبح نقمة عليهم نتيجة الطوابير الكبيرة للضفر ببرميل من المياه. مشكل غياب المياه الصالحة للشرب بمنازل سكان منطقة ايللتن أرق حياتهم اليومية وجعلها جحيما حقيقيا، ما دفع بهم إلى غلق مقر البلدية للمطالبة بتزويدهم بهذا المورد الحيوي، فالسكان يسجلون سنويا هذا المشكل ولم تتمكن بعد السلطات المحلية النظر فيه ومعالجته رغم الشكاوي العديدة والوعود الغير المطبقة في أرض الواقع ما أثار غضب السكان. وأعرب أحد المواطنين ليومية «الشعب» عن سخطه وتذمره الشديد إزاء الوضع قائلا «منذ بداية فصل الصيف لم تزر المياه حنفيات منازلنا وجفت عن أخرها ومنذ حوالي 15 يوما ونحن نتكبد مشقة البحث عن المياه الصالحة للشرب بطرق بدائية ويشارك فيها جل أفراد العائلة خاصة الأطفال منهم فكل عائلة على حساب أفرادها فالكل يشارك في جلب المياه، لكن المشكل الأكبر يضيف محدثنا يكمن في الطوابير غير المنتهية التي تشهدها الصهاريج التي زودتها بهم البلدية التي لا تستجيب لمتطالباتهم، ويضيف محدثنا قائلا «نجد أنفسنا يوميا مجبرون على الانتظار لساعات من الزمن للظفر ببرميل من 20 لترا وذلك تحت أشعة الشمس الحارة لنضطر بعدها على حملها سواءً على ظهورنا أو على ظهر الحمير وقطع مسافات طويلة للوصول إلى منازلنا». ولا تتوقف معاناة سكان القرية عند هذا الحد بل ما زاد الطين بلة هو عدم برمجة مشاريع لإنجاز محطة ضخ بالمنطقة لحل المشكل نهائيا وتزويدهم بشبكة توزيع المياه انطلاقا من السدود المتواجدة بالولاية على غرار سد تاقصبت أو المجاورة لها كسد كوديا تسردوكت. هذه الوضعية لا تقتصر على منطقة بل تمس العديد من القرى على غرار قرية اث بووادوا، ناهيك عن بلدية بوزقان، ذراع الميزان تيزي راشد، منطقة اغريب بازفون، افرحونن، ماكودة، واقنون وغيرها ورغم أن ولاية تيزي وزو تحوي على 14 بالمائة من المواد المائية على الصعيد الوطني إلا أن مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب لا يزال قائم، ورغم أن سد تاقصيت يعد من أكبر السدود وطنيا والذي ارتفع منسوب مياهه في كل شتاء إلا أن قرى تيزي وزو تعاني من جفاف غير مبرر وأمام هذا وذاك فإن موطني منطقة القبائل يطالبون من المسؤولين إنهاء معاناتهم وإنهاء الهواجس الناجمة عن افتقار قراهم من المياه الصالحة للشرب .