قررت كل من روسيا والدول الافريقية المشاركة في القمة الأولى روسيا-افريقيا، استحداث آلية شراكة عبر الحوار لتنسيق تطوير خلال هذه القمة، والتي تضمنها البيان المشترك لهذا الحدث الدولي، وهذا من أجل تنسيق تنمية العلاقات الثنائية واعتبار قمة روسيا-افريقيا التي ستعقد كل ثلاث سنوات كهيئة سامية. وأعرب الطرفان في البيان الختامي المشترك عن حزمهما على التوجه نحو عهد جديد من التعاون على المستويين السياسي والاقتصادي. واختتمت اشغال القمة الأولى روسيا-افريقيا بحضور قرابة خمسين رئيس دولة وحكومة افريقي، من بينهم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، على رأس وفد هام مكون من وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم ووزير المالية محمد لوكال ووزير الطاقة محمد عرقاب. وحسب الوثيقة، تستضيف روسيا في فترة ما بين القمم، المشاورات السياسية السنوية بين وزراء خارجيتها والدول الافريقية الذين هم رؤساء الاتحاد الافريقي الحالي، السابق وقادم. أما فيما يخص التعاون السياسي، فقد اتفقت روسيا والدول الافريقية على تطوير حوار عادل بمراعاة المصالح المشتركة، والعمل الوثيق في اطار تحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، لاسيما دورها في القضايا الدولية، وبخاصة فيما يتعلق بحفظ السلم والأمن الدوليين. كما اتفق الطرفان أيضا على تنسيق الجهود في مجال اصلاح الأممالمتحدة، بما فيها مجلس الأمن، وتعزيز قدرات الأممالمتحدة لأجل مواجهة التحديات والتهديدات العالمية الحالية أوالمستقبلية. وفي مجال ضمان الأمن، تم الاتفاق على تطوير التعاون من أجل مواجهة التحديات التقليدية والمعاصرة في مجال الأمن، وقبل كل شيء الارهاب الدولي بكل أشكاله وتجلياته، وكذلك التطرف والجريمة العابرة للأوطان وتهريب المخدرات والمواد المهلوسة. كما قررت روسيا والدول الافريقية مواصلة تعاونهما الوثيق من اجل تسوية النزاعات والوقاية منها في افريقيا في اطار تحقيق مبادرة الاتحاد الافريقي لتوقيف العداءات في افريقيا بحلول 2020، مؤكدين على وجوب بقاء مبدأ “الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية” لتسوية النزاعات. . . توحيد الجهود لتسهيل المبادلات والشراكات وفي مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، تم الاتفاق على توحيد الجهود من أجل تسهيل التجارة والاستثمارات والتنمية المستدامة بهدف اضفاء طابع أكثر اجتماعي للنظام الاقتصادي الشامل وكذا دعم المستثمرين الروس والأفارقة في استغلال طرق التعاون المربحة للطرفين. في هذا الصدد، أعرب المشاركون في قمة روسيا-افريقيا عن ارتياحهم لاستحداث منطقة التبادل الحر في القارة الافريقية، مبرزين أن روسيا ترغب في التعاون مع الدول الافريقية في التجارة والصناعة وتبسيط نشاط الاستثمار، مع دراسة وسائل دعم جهود الدول الأفارقة لتشجيع التواصل بينها وتطوير البنى التحتية والتصنيع. كما أشار البيان الختامي الى قرار مباشرة اجراءات لأجل تحديد روافد واعدة من الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين روسيا والاتحاد الافريقي، والمنظمات الاقليمية الكبرى لافريقيا- اتحاد المغرب العربي ومجموعة دول الساحل الخمس والمجموعة الانمائية للجنوب الافريقي وغيرها. كما تم اقرار خلال هذه القمة، تيسير تنمية التعاون التجاري والاقتصادي بين المجموعة الاقتصادية للمنطقة الأوروبية الآسيوية والدول الافريقية. وضمن توصيات البيان الختامي، ورد تسهيل تطوير التعاون لأجل ضمان الأمن الطاقوي، بما فيها تنويع الموارد الطاقوية واستخدام الطاقات المتجددة وتنفيذ المشاريع المشتركة في ميدان الطاقة النووية المدنية وكذا مواصلة التواصل الذي يعود بالمنفعة المتبادلة في الميدان النفطي والغازي. كما قررت كل من روسيا والبلدان الافريقية الخوض معا في مكافحة التعسف السياسي والابتزاز المالي في التعاون التجاري والاقتصادي العالمي، وقمع رغبة بعض الدول في امتلاك الحق الحصري في تحديد صحة المعايير المقبولة للتواصل المشروع بين دول أخرى، وتفادي التلاعب بمقتضيات النظام العالمي لعدم الانتشار لأجل ممارسة الضغط على الدول غير المرغوب فيها واثارة منافسة غير نزيهة. وتمت أيضا الاشارة الى توصيات أخرى، على غرار دعم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبدأ التسوية السلمية للخلافات، ومبدأ المساواة في الحقوق ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. وتجدر الاشارة الى أن المنتدى الاقتصادي روسيا-افريقيا قد جرى بحضور الوفد الجزائري الذي قاده السيد بن صالح. العلاقات الروسية-الافريقية في عديد المحاور. وجاء في البيان الختامي أن آلية الشراكة هذه تعتبر من بين القرارات الرئيسية المتخذة.