دخلت الجزائر، أمس، الإثنين، مرحلة صمت انتخابي تدوم ثلاثة أيام تحسبا لانتخابات الرئاسة المقررة الخميس القادم لاختيار خليفة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي أطاحت به قبل أشهر انتفاضة شعبية، دعمها الجيش. وينص قانون الانتخاب على أن مرحلة الصمت الانتخابي تبدأ 72 ساعة قبل موعد فتح صناديق الاقتراع ويمنع خلالها أي نشاط للمترشحين أو نشر نتائج عمليات سبر آراء وتوجهات الناخبين. وبالتزامن، شهدت العاصمة ، الإثنين، وقفات لداعمي ومعارضي الاقتراع الرئاسي، وبساحة البريد المركزي الذي يعد معقلا للحراك الشعبي، تجمع مئات الأشخاص قدموا من مختلف محافظات البلاد بدعوة من الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومنظمات أخرى كما أظهرت لافتات رفعوها. وردد المتظاهرون شعارات داعمة لانتخابات الرئاسة ورافضة للتدخل الأوروبي في الأزمة، إلى جانب أخرى داعمة لقيادة الجيش، ومن بين ما تم ترديده من هتافات "جيش شعب خاوة خاوة.. وأولاد فرنسا مع الخونة" و"يا ماكرون (الرئيس الفرنسي) خد اولادك الجزائر ليست بلادك". وعلى بعد عشرات الأمتار من المكان تجمع طلاب أمام مبنى جامعة الجزائر العاصمة، مرددين شعارات رافضة لانتخابات الرئاسة مثل "طلبة صامدون للتصويت رافضون". وفي البليدة، احتضنت ساحة بلدية بوينان، وقفة لمواطني الولاية لدعم تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر الجاري وتأييد للمؤسسة العسكرية. وتجمع المتظاهرون الذين ينتمون لمختلف الجمعيات والمنظمات والذين قدموا من مختلف بلديات الولاية في الساحة المركزية للبلدية حاملين الراية الوطنية ومرددين النشيد الوطني وشعارات تعبر عن تأييدهم المطلق والكامل لإجراء الاستحقاق الرئاسي المقبل. ودعا المتظاهرون إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر من أجل وحدة واستقرار الجزائر وتكميم الأفواه التي تدعو إلى الفتنة، منددين من خلال الشعارات التي حملوها بتعنيف أفراد الجالية الجزائرية بالخارج أثناء أداء واجبهم الانتخابي والاعتداء على بعض الصحفيين خلال تغطيتهم لمجريات الانتخابات. وأعرب هؤلاء عن تأييدهم للمؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية مشيدين بدورها في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية المتظاهرين أثناء المسيرات. وهتف المتظاهرون بعدة شعارات منها “الجيش الشعب خاوة خاوة” و”لا للفتنة” و”الانتخابات هي الحل” و”لا للتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية” و”لا للعنف ضد من ينتخب”. .. أنباء عن اعتقال متظاهرين في العاصمة وشهدت الجزائر العاصمة، منذ وقت مبكر من أمس، الإثنين، حالة توتر أمني؛ بعد خروج مظاهرة مؤيدة لانتخابات الرئاسة وأخرى معارضة لها؛ ما أفرز عدة اعتقالات. واختار مئات الطلاب ومعهم فريق من الأساتذة والنقابيين والناشطين، تنظيم وقفة على الرصيف المقابل لساحة البريد المركزي، وراحوا يهتفون ضد الانتخابات والسلطة، قبل أن يحاولوا الاحتكاك بمؤيدي الاقتراع. ويتنافس في الانتخابات، خمسة مرشحين هم: عز الدين ميهوبي، الذي تولى في جويلية الماضي الأمانة العامة بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي"، خلفا للوزير الأول أحمد أويحيى، الذي أودع السجن بتهم فساد. إضافة إلى الوزير الأولين السابقين، علي بن فليس، الأمين العام لحزب طلائع الحريات، وعبد المجيد تبون، وكذلك عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني. وتتواصل منذ السبت الماضي عمليات تصويت الجالية المقيمة في المهجر عبر المراكز الدبلوماسية؛ حيث يقدر عدد الناخبين من أبناء المهجر قرابة مليون شخص أغلبهم في فرنسا. وقبل أشهر غيرت الجزائر نظامها الانتخابي بحيث صدر قانون يمنح مهمة الإشراف والتنظيم ومراقبة الاقتراع للسلطة الانتخابات التي استحدثت حاليا وإبعاد وزارة الداخلية من العملية. وتجرى الانتخابات وسط انقسام في الشارع بين داعمين لها، ويعتبرونها حتمية لتجاوز الأزمة المستمرة منذ تفجر الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي. بينما يرى معارضون ضرورة تأجيل الانتخابات، ويطالبون برحيل بقية رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، محذرين من أن الانتخابات ستكون طريقًا ليجدد النظام لنفسه. ويستمر تصويت الجالية الجزائرية في الخارج، والذي بدأ منذ السبت الماضي، وسط توتر مستمر قرب مقرات القنصليات الجزائرية ومكاتب التصويت التي خصصت للجالية، بين مجموعات من الناشطين والجالية الرافضة للانتخابات، وبين الراغبين في التصويت، بلغت حد المشادات الكلامية والعراك الجسدي. .. البدو الرحل يدلون بأصواتهم من جانب آخر، أدلى السكان البدو الرحل، في مناطق الصحراء والمناطق الحدودية في الجزائر، أمس، الاثنين، بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة، بعد غد الخميس، قبل 72 ساعة من موعد الاقتراع العام. وانطلقت قوافل مكاتب الاقتراع المتنقلة، وعددها 35 مكتباً، إلى مناطق تمركز السكان البدو الرحل في مختلف البلديات في العمق الجزائري، تحت إشراف أعضاء في الهيئة المستقلة للانتخابات وبحضور ممثلي المترشحين الخمسة، ووسط مرافقة وتعزيزات أمنية مشددة. ويلزم قانون الانتخاب، السلطات بالسماح للسكان البدو الرحل ببدء التصويت خلال 72 ساعة قبل موعد الاقتراع العام، بسبب المناطق المتباعدة للسكان البدو الرحل، والذين تنتقل إليهم مكاتب التصويت، لتعذر انتقالهم هم إليها خاصة في منطقة الصحراء والعمق الجنوبي. وتحرص السلطات منذ عقود، ولو بشكل رمزي، على أن تشمل كل عمليات التصويت في أية انتخابات بلدية ونيابية ورئاسية، البدو الرحل الذين يفضلون العيش بالتنقل بحثاً عن الماء والكلأ لمواشيهم، حتى وإن كانت أعدادهم تتناقص بشكل كبير مقارنة مع السنوات الماضية. ونقلت الإذاعة الرسمية عن مقدم الطريقة الكنتية (طريقة صوفية)، سيد أعمر الشيخ الكنتي، دعواته لسكان الجنوب وقرب الحدود الجزائرية والبدو الرحل للمشاركة في العملية الانتخابية، مؤكداً أنّ “عدداً من السكان البدو الرحل، الذين يقيمون على الطرف الثاني من الحدود مع مالي والنيجر عادوا للجزائر قادمين من دول الجوار لأداء واجبهم الانتخابي”. ولا تعلن السلطات في الجزائر عن أعداد الناخبين من البدو الرحل، ولا إجمالي عددهم، لكن تقريراً سابقاً كان قد كشف أن مجموعهم يقارب 600 ألف جزائري يجوبون العديد من المناطق، لأجل الماء والكلأ وتربية المواشي، وينتقلون أيضاً إلى الطرف الثاني من الحدود مع كل من تونسومالي والنيجر والتشاد وموريتانيا حسب الظروف المناخية واحتياجاتهم، ويعيشون في ظروف صعبة، ويعاني أطفالهم من التسرب المدرسي.