شهدت ساحات الاحتجاج في العراق توتراً ملحوظاً ليل الأحد- الاثنين، بعد استخدام القوات العراقية القوة لتفريق تظاهرات في بغداد وكربلاء. وقال ناشطون إن قوات مكافحة الشغب هاجمت، فجر الأحد، المئات من طلبة الجامعات المعتصمين أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لرفض قرارها باستئناف الدوام، مؤكدين أن القوات العراقية أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع بهدف فض الاعتصام، ما تسبب بسقوط جرحى. ولفت الناشطون إلى أن الأمن العراقي قام باعتقال عدد من الطلبة بعد ملاحقتهم في الشوارع القريبة من الوزارة، موضحين أن أفواجا من الطلبة توجهوا، صباح الاثنين، من جامعاتهم ومدارسهم نحو الوزارة المذكورة وساحة التحرير ببغداد، للتضامن مع المعتصمين أمام وزارة التعليم العالي، ولرفض ممارسة القمع الحكومي ضدهم. يشار إلى أن طلبة الجامعات كانوا قد بدأوا، الأحد، اعتصاماً مفتوحاً أمام الوزارة للتعبير عن رفضهم لقرارها بإجبارهم على الدوام ومعاقبة المتخلفين منهم. وفي كربلاء، تصاعدت حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية بعد قيام الأخيرة باستخدام القوة لفض تظاهرة أمام مبنى الحكومة المحلية. وقالت مصادر محلية إن متظاهرين اقتحموا مقر مليشيا “بدر” في كربلاء وأحرقوه بسبب وقوف عناصر المليشيا إلى جانب قوات الأمن في قمع التظاهرات، مشيرة ل”العربي الجديد” إلى أن الاحتجاجات استمرت حتى الصباح، بسبب إصرار المتظاهرين على اقتحام مبنى الحكومة المحلية. ولفتت المصادر إلى وجود تفاهمات بين مليشيات مسلحة للنزول إلى الشوارع من أجل إنهاء الاحتجاجات بالقوة. وقالت وسائل إعلام محلية إن بعض الجهات في كربلاء تنوي تشكيل ما أطلقت عليه “لواء اللجان الشعبية” بهدف الوقوف إلى جانب قوات الأمن ومكافحة الشغب لمواجهة ما وصفته ب”تمادي الجماعات المنفلتة في الإضرار بمدينة كربلاء، وانتهاكاتها المستمرة لحرمة قدسيتها”، في إشارة إلى المتظاهرين. وبينت أن انتشار أفراد اللجان سيتم بعد التنسيق مع القوات الأمنية ووجهاء المدينة وشيوخ عشائرها خلال الساعات المقبلة، ل”وأد الفتنة وإنهاء كافة أشكال التمرد والعصيان والتخريب”. وفي النجف المجاورة لكربلاء، خرجت تظاهرات مطالبة بإنهاء سياسة القمع التي تمارسها الحكومة ضد المتظاهرين، كما قطع المتظاهرون طريق (النجف– الحمزة) بإطارات السيارات. كما تجددت الاحتجاجات الغاضبة في مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) ضد المحافظ والقيادات الأمنية، بسبب الاعتداءات التي تعرض لها طلبة جامعة واسط. ومنذ صباح الاثنين، تجمعت أعداد كبيرة من الطلبة وانضمت إلى صفوف المحتجين الذين طالبوا بإقالة المحافظ وكل المسؤولين الأمنيين الذين اعتدوا على الطلبة في واسط. وفي البصرة، قطع متظاهرون الشارع التجاري الحيوي وسط المدينة بعد انتهاء المهلة التي حددها المتظاهرون للسلطات المحلية لتسليم قتلة الصحافيين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي، اللذين اغتيلا في تظاهرات الجمعة الماضية، مطالبين ب”محاكمات عادلة لجميع القتلة والمجرمين”.