وصل اليوم الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان, إلى الجزائر في زيارة صداقة وعمل إلى الجزائر تستغرق يومين, تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, يتم خلالها بحث سبل تعزيز روابط التعاون الثنائي الجزائري-التركي والتشاور حول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك. وستسمح الزيارة للرئيسين الجزائري والتركي بإجراء محادثات حول سبل تدعيم الروابط القائمة بين البلدين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون بينهما, كما ستشمل المحادثات التشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك, حسب ما أكده بيان لرئاسة الجمهورية. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تحمل “أهدافا تاريخية” وتهدف الى “نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى إستراتيجي” متوقعة أقدام الجانبين التركي والجزائري على خطوات مهمة فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية. وعشية الزيارة, أكد دبلوماسي تركي ان البلدين يسعيان لتعزيز العلاقات على جميع الاصعدة من خلال تجاوز المجالين الاقتصادي والثقافي وهي المهمة التي سيضطلع بها “المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين, الذي سيتشكل في اطار مذكرة تفاهم سيوقع عليها الرئيسين خلال هذه الزيارة”. وشهدت علاقات الصداقة الجزائرية التركية الضاربة في عمق التاريخ, في السنوات الاخيرة حركية خاصة بعد الزيارات المتبادلة للمسؤولين الأتراك الى الجزائر والتي أعادت توجها جديدا قوامه توسيع قاعدة التعاون من البعد الاقتصادي الى المسائل السياسية والاستراتيجية. وتعد زيارة أردوغان للجزائر, حيث أجرى في 19 نوفمبر 2014 زيارة رسمية ه وجاءت زيارته الثانية في فبراير 2018 لتعزز أكثر العلاقات بين البلدين خاصة الاقتصادية. للإشارة تأتي زيارة الرئيس التركي الى الجزائر أياما فقط عقب الندوة الدولية حول ليبيا في برلين التي شارك فيها الرئيسان عبد المجيد تبون والتركي اردوغان في 19 جانفي، كما تأتي الزيارة غداة اجتماع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر يوم الخميس, وهو اللقاء الذي أكد على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار, معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم , بعيدا عن أية تدخلات أجنبية. إعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك سجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية-التركية, خلال السنوات الأخيرة دفعا جديدا وتنمية مستدامة في مختلف الميادين لا سيما في مجالا الطاقة والحديد والصلب والنسيج, إلى جانب تعزيز المبادلات التجارية. وتأتي زيارة اردوغان الى الجزائر من اجل إعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين الى جانب التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك, حيث يراهن البلدان على علاقات اقتصادية أقوى, من خلال الزيارات المتبادلة التي أثمرت بمشاريع واتفاقيات عديدة في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة والبناء والثقافة. ومنذ ماي 2006, ترتبط الجزائروتركيا بمعاهدة صداقة وتعاون ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين, ورفع نسبة الاستثمارات التركية في الجزائر, وسط توقعات بأن تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما “طفرة جديدة” في السنوات المقبلة. وتعتبر الجزائر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا, بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا, وتخطى حجم الاستثمارات التركية في الجزائر عتبة 3 مليارات دولار. وتتجلى أهم المشاريع بين تركياوالجزائر في افتتاح “طيال” أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا, بمحافظة غليزان (غربي البلاد), باستثمار يقدر ب1.5 مليار دولار. وأقامت الشركة التركية “توسيالي أيرون أند ستيل” في 2013 بوهران (غرب الجزائر) مصنعا للحديد والصلب, بتكلفة تفوق 750 مليون دولار, وبقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون طن سنويا من المواد الحديدية. وفي 2015, أسست الشركة المختلطة “أوزميرت” (تركية جزائرية أنشئت في 2007 بوهران) مصنعا بمحافظة عين تيموشنت (غرب) متخصص في صناعة الفولاذ والقضبان المسطحة.