تمكن فيلم “الطفيلي”من اقتناص أربع جوائز الأوسكار في دورتها ال 92، من أصل ست جوائز كان مرشحا لها، وذلك خلال حفل أقيم أمس على مسرح دولبي بهوليود بمدينة لوس أنجلس الأمريكية، ومن أهمها جائزة أفضل فيلم سينمائي والتي كان مرشح لها إلى جانب عدد من الأعمال السينمائية المهمة، مثل “1917” و”الجوكر” و”ذات مرة في هوليوود”. استطاع “بونج جون هو” مخرج فيلم “الطفيلي” الذي سبق له وأن توج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته 72، أن يدخل السينما الكورية إلى تاريخ السينما العالمية بعد التألق الذي صنعه فيلم الطفيلي بحصوله على أوسكار أفضل فيلم بحفل توزيع الجوائز العالمي، وهو بذلك يعد أول فيلم ناطق بلغة أجنبية يحصد هذه الجائزة طوال سنوات الأوسكار ال92، كما نال الفيلم جوائز أخرى منها جائزة أفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم أجنبي، ليستكمل بعدها مخرج الفيلم “بونج جون هو” سلسلة النجاحات ويحصد جائزة أفضل مخرج عن الفيلم نفسه، وكان قد ترشح فيلم الطفيلي ل ست جوائز أوسكار وهي أفضل فيلم وأفضل مونتاج وأفضل مخرج وأفضل تصميم إنتاج وأفضل سيناريو أصلي وأفضل فيلم دولي، كما استطاع المخرج بونج جون هو أن يخطف البساط من أفلام مهمة رشحت لهذه الجائزة خاصة فيلم “1917”، و”الجوكر”، و”ذات مرة في هوليود”، كما استطاع أن يقتنص الجائزة من أهم مخرجين باعتباره المتوج بجائزة أفضل مخرج التي رشح لها كل من مارتن سكورسيزي عن فيلمه “الايرلندي” الذي كان مرشحا لتسع جوائز ولم ينل أي واحدة منها رغم التوقعات الكبيرة، وتود فيليبس مخرج فيلم “الجوكر”، وسام منديز مخرج فيلم “1917” الذي كان الأوفر حظا وقد توج مؤخرا بجائزتي بافتا وغولدن غلوب، فلم يستطيع أن ينل ذات الجوائز واكتفى بثلاث جوائز فقط هي الأوسكار أفضل تصوير وأفضل ميكساج وأفضل مؤثرات بصرية، بالإضافة إلى كوينتن تارانتينو “حدث ذات مرة في هوليود”. يتناول فيلم “الطفيلي” قصة عائلة مكونة من زوجين وولدين يعيشون في شقة قديمة تحت الأرض مليئة بالحشرات والقوارض، وجميعهم عاطلون عن العمل، وتتغير حياتهم فجأة عندما يحصل الابن على عمل كمدرّس لغة إنجليزية لفتاة في عائلة ثرية تقطن في منزل فاره مع حديقة وباحات فسيحة وديكور مميز، ويتناول الفيلم الصراع الطبقي بأسلوب مشوق في إطار من الكوميديا السوداء، حيث تستطيع الأسرة الفقيرة التسلل إلى حياة الأسرة الثرية وكسب ثقتها. ويعد”بونج جون هو” مخرج أفلام، وكاتب سيناريو، شارك في كتابة وإخراج أول أفلامه “الكلاب التي لا تنبح لا تعض” عام 2000، ومن أهم أفلامه “مذكرات جريمة قتل” عام 2003، وهو فيلم تشويق ذو نبرة نقدية ساخرة يستند إلى قصة قاتل كوري جنوبي كبير، وفاز عنه بجائزة الجرس الكبير الكورية الجنوبية في فئتي أفضل فيلم وأفضل مخرج، بالإضافة إلى فيلم “الطفيلي” الذي فاز من خلاله بجائزة السعفة الذهبية ب”كان” السينمائي ووصل به ليحصد أربع جوائز أوسكار. أما جائزة أحسن ممثل فقد عادت للنجم “خواكين فينيكس ” عن دوره في فيلم “Joker” الذي فاز بجائزة أوسكار لأفضل موسيقى تصويرية والمقتبس من القصة الأصلية للمهرج “آرثر فليك”، ويجسد فينيكس في الفيلم شخصية آرثر فليك، الذي يكافح ليثبت وجوده ككوميدى في عالم يضطهده باستمرار، لنشاهده يتحول تدريجيا لشخصية الجوكر الشريرة سيئة السمعة بعد كثير من الخذلان والاكتئاب، وشارك في البطولة: روبرت دى نيرو، ومارك مارون، وزازى بيتز وشيا ويجهام، ولي خواكين تاريخ حافل من الأعمال، ترشح منها لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “المصارع”، بالإضافة إلى ترشحه عن هذا الدور لجائزة غولدن غلوب وجائزة البافتا. وكانت إيرادات فيلم “جوكر” قد تخطت المليار دولار، وتدور أحداثه في إطار من الدراما والإثارة في عام 1981، حول قصة أصل “الجوكر” وهو ممثل كوميدي فقير يعيش في مجتمع طبقي تنتشر به الجريمة والبطالة، ويعاني مرضاً عقلياً يتجاهله المجتمع يجعله يضحك في أوقات غير مناسبة، وتتوالى أحداث الفيلم ليتحول الممثل البسيط إلى حياة الجريمة والفوضى. وقد حصدت الممثلة الأمريكية رينيه زيلويجر، جائزة أوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “جودي “، وهذه ثاني جائزة أوسكار تفوز بها زيلويجر من بين أربعة ترشيحات،و الجائزة المتوقعة إذ قدمت الممثلة أداء رائعا في الفيلم، الذي يدور حول الممثلة والمغنية الراحلة جودي جارلند، وكانت قد حازت رينيه أيضاً جائزة “بافتا” كأفضل ممثلة عن الفيلم نفسه، وذلك في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية في نسخته ال73، بعد منافسة قوية مع كل من جيسي باكلي، سكارليت جوهانسون، ساويرس رونان وتشارليز ثيرون. أما جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد فقد عادت للممثل براد بيت عن دوره في فيلم “ذات مرة في هوليوود” للمخرج تارنتينو، وهذه أول مرة يفوز فيها براد بيت بجائزة أوسكار للتمثيل بعد 30 عاما في صناعة السينما، وقد سبق أن فاز بيت بإحدى جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية كمنتج في 2014 لأفضل فيلم وهو ” عبد لاثني عشر عاما”، وجسد براد بيت في فيلم “ذات مرة في هوليوود” دور دوبلير لنجم تلفزيوني بدأ نجمه في الأفول ويجسده الممثل ليوناردو دي كابريو. وبهذه الجائزة يكون قد تفوق برد بيت على عدد من النجوم، مثل آل باتشينو، وتوم هانكس. كما حصلت الممثلة لورا ديرن على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في شخصية محامي طلاق في فيلم “قصة زواج”. أما أوسكار أفضل سيناريو مقتبس فقد كان من نصيب المخرج والكاتب النيوزيلندي تايكا واتيتي عن فيلمه “جوجو رابيت”، بينما فاز فيلم “فورد يواجه فيراري” بالأوسكار لأفضل مونتاج، أما فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” فحصد الأوسكار أفضل تصميم إنتاج وديكور، وفاز “نساء صغيرات” بالأوسكار لأفضل تصميم ملابس، واستطاع فيلم “بومبشيل”، بالفوز بالأوسكار أفضل مكياج. وفازت المؤلفة الموسيقية هيلدر جودينتر بالأوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن موسيقى فيلم “جوكر”، بينما فازت أغنية “سأحبني مرة أخرى” من فيلم “روكيتمان” للسير إلتون جون وبيرني توبين، بجائزة الأوسكار أفضل أغنية، وذهبت جائزة أفضل تعديلات صوتية لفيلم “فورد يواجه فيراري”. وكما كان متوقعا للكثيرين، حصد فيلم “قصة لعبة 4” الأوسكار أفضل فيلم كارتوني طويل، وتمكن فيلم “حب الشعر” من الفوز بالأوسكار لأفضل فيلم كارتوني قصير، بينما فاز فيلم “شباك الجيران” بالأوسكار أفضل فيلم روائي قصير. وقد شهد الحفل تكريم الراحلين لاعب السلة كوبي براينت، الذي توفي هو وابنته في حادث طائرة منذ أسابيع قليلة، وقد نال جائزة الأوسكار عام 2018 كمنتج لأفضل فيلم كارتوني قصير “عزيزتي كرة السلة”، والنجم الأميركي الراحل كيرك دوغلاس الذي توفي منذ أيام عن عمر ناهز 103 عام.