أثر فيروس كورونا بدرجة كبيرة على مختلف المنافسات الرياضية في جميع أنحاء العالم، وأسفر عن إيقاف الدوريات الأوروبية الكبرى خلال الوقت الراهن، بينما قررت معظم الدول العربية حظر الحضور الجماهيري، خوفا من انتشار فيروس كورونا. وتأتي تلك القرارات للحد من التجمعات الجماهيرية التي قد تتسبب في انتشار الفيروس على نطاق أكبر خلال المرحلة المقبلة. ..تجميد الدوريات الأوروبية كان مارس في المعتاد هو ذلك الشهر الذي تتضح فيه معالم الموسم في البطولات المحلية، وأحياناً يشهد تحديد هوية البطولة، وذلك في حالات نادرة أبرزها بايرن ميونيخ الألماني في 2014 وكان ليفربول على أعتاب حسم لقب الدوري الإنجليزي أيضا قبل قرار التأجيل. ولكن مع انتشار الفيروس توقفت الدوريات حول العالم، بداية من إقامتها بدون جمهور مثلما حدث في إيطاليا وفرنسا ثم إنجلترا، التي قررت إقامة لقاء مانشستر سيتي وأرسنال الأسبوع الماضي بدون جمهور، ثم تأجلت خوفاً من الكورونا قبل أن يتبع ذلك إيقاف المسابقة. وشهد الدوري الإيطالي حالة من الشد والجذب بسبب استياء بعض الأندية مثل نابولي وإنتر ميلان من التوقفات، ما جعل جينارو جاتوزو مدرب الأول يتهم المسؤولين عن تلك القرارات بأنهم يشوهون صورة المسابقة، بينما وصف الصيني ستيفن زهانج رئيس النيراتزوي، نظيره في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بأنه “مهرج كبير”. على الجانب الآخر، قرر الدوري الإنجليزي الممتاز تعليق نشاطه يوم الجمعة في ظل كثرة الإصابات وتحديداً الإسباني مايكل أرتيتا مدرب أرسنال وكالوم هودسون أودوي لاعب تشيلسي. أما الدوري الألماني “بوندسليجا” فكان آخر من انضم للمسيرة ما جعله يتعرض لانتقادات حادة من أسطورة الكرة الألمانية لوثار ماتيوس، قائد ألمانيا في كأس العالم 1990، الذي أكد أن القرار جاء متأخراً للغاية، بينما انتقد الإسباني تياجو ألكانتارا عدم اتخاذ القرار قبل ساعات من صدوره، مشدداً على أن ما حدث كان التفاف حول واقع لا يريد الألمان الاعتراف به. وبالطبع القرار لم يتوقف على دوريات أوروبا الكبرى فقط، بل طال الدوريات الهولندي والبلجيكي والبرتغالي والنمساوي والتشيكي والبلغاري والأيرلندي. ..البطولات القارية كانت مسابقة دوري أبطال آسيا هي أولى البطولات القارية التي تم إعلان توقفها بسبب التخوف من تفشي الفيروس المتفشي في الفترة الأخيرة. دول شرق آسيا وتحديداً الصين عبر مدينة ووهان كانت مصدر لكورونا، وبالتالي فإن بقية الدول حرصت على عدم الذهاب إلى هناك وظهرت إجراءات احترازية حتى وصل الأمر إلى دراسة إلغاء المسابقة في نسخة 2020. في الأسبوع الأول من فبراير ، وبعد اجتماع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم تم تأجيل مباريات الأندية الصينية حتى أبريل/نيسان المقبل. ومع الأيام الأخيرة من فبراير، كان الفيروس قد انتشر بشدة في إيران، ما جعل الاتحادين البحريني والكويتي يرفضان استضافة مباريات الأندية الإيرانية في البطولة. ومن جانبه، أقر الأمين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأن الوضع في غاية الصعوبة دون أن يؤكد إلغاء البطولة من عدمه، قبل أن يؤكد عبدالخالق مسعود عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أن “الإلغاء وارد بشدة”. وفي أوروبا ومع زيادة الفرق التي عانى لاعبوها من إصابة بالفيروس تم تعليق منافسات الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا بقرار من “اليويفا”. وضرب الفيروس دانييلي روجاني لاعب يوفنتوس وكالوم هودسون أودوي من تشيلسي وأحد لاعبي فريق كرة السلة في ريال مدريد، ما ترتب عليه تأجيل المباريات ال4 المتبقية في إياب ثمن النهائي والتي كان مقررا إقامتها الأسبوع المقبل. وتسببت الإجراءات الاحترازية بسبب الطيران في إسبانيا، في منع روما من الوصول إلى إسبانيا لمواجهة إشبيلية ومن ثم تم تأجيل المباراة، بجانب لقاء آخر بين إنتر ميلان وخيتافي، بعدما علق إنتر أنشطته الرياضية عقب إصابة لاعب يوفنتوس روجاني بالكورونا، بعد 4 أيام من ديربي إيطاليا بين الفريقين. وبالنسبة لتصفيات كأس العالم، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تأجيلها في قارة أمريكا الجنوبية بسبب الخوف من الفيروس، وسار “كاف” على النهج نفسه في مباريات القارة الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم “الكاميرون 2021”. ومن جانبه، قال اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”إنه قرر تأجيل مباريات الأسبوع المقبل بكأس كوبا ليبرتادوريس. .. دوريات عربية بلا جمهور في الوقت ذاته قررت الدوريات العربية منع التجمعات الجماهيرية عبر منع الحضور الجماهيري في المدرجات، حيث حدث ذلك في مصر والإمارات والجزائر والسودان وتونس، بينما قررت كل من المغرب والسعودية تعليق النشاط تماماً. وفي يوم الأربعاء أصدرت الجامعة المغربية لكرة القدم قراراً بمنع الحضور الجماهيري للسبب ذاته، ولكن بعد 3 أيام تم الإعلان عن إيقاف المسابقة تماماً في المملكة خوفاً من تفشي الفيروس، وهو نفس النهج الذي اتبعته وزارة الرياضة السعودية.