منذ أن بدأ الحراك الشعبي بالجزائر قبل أكثر من عام، شهدت الساحة السياسية مبادرات عدة لوقف التظاهر، باءت بالفشل، حيث يواصل المتظاهرون الخروج يومي الجمعة والثلاثاء أسبوعياً إلى الشارع، إلا أنه ومنذ انتشار فيروس «كوفيد-19» في العالم كله، باتت التجمعات تشكل خطراً كبيراً لدورها في نشر الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء. ودعا رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد الجزائريين الذين يشاركون في مظاهرات الحراك الشعبي إلى توخي الحذر بسبب فيروس كورونا. وقال جراد «أريد أن أقول لإخواني وأخواتي في الحراك إن عليكم أن تكونوا حذرين لأن الأمر يتعلق بصحتكم وحياتكم»، مناشداً إياهم بتوخي الحذر واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة. وفي 22 فبراير 2019، بدأ الجزائريون حراكاً شعبياً أطاح الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة من سدة الحكم بالجزائر، بعد 20 عاماً قضاها في منصبه، رغم إصابته بجلطة دماغية منعته من الحركة والكلام منذ 2013. ويتظاهر الجزائريون منذ أكثر من عام يومي الجمعة والثلاثاء بشكل أسبوعي للمطالبة بتنفيذ مطالب الحراك الشعبي. وأضاف جراد «بإمكانكم الخروج مثلما تريدون، ولكن خذوا احتياطاتكم لعدم المساس بصحتكم وصحة الجيران والأمهات والآباء وتجنب تعريضهم للخطر، لأن المرض إذا انتشر عبر البلاد سندخل في مرحلة أخرى». وحذر جراد مما أسماها المناورات والأصوات التي ترغب في جر البلاد نحو الفوضى، مؤكداً أن حراك 22 فبراير الذي وضع حداً لمحاولات الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة في الترشح إلى عهدة خامسة يختلف عن حراك اليوم. ورداً على سؤال حول اتهام بعض نشطاء الحراك للمحاولة المفترضة لاستعمال فيروس كورونا لمنعهم من التظاهر قال جراد: «أظن أن الجزائريين واعون جداً حول المسألة، كما أنه يجب توخي الحذر إزاء المناورات والأصوات التي ترغب في جر البلاد نحو الفوضى». وقال جراد إن الجزائريين يدركون أن حراك 22 فبراير يختلف عن حراك اليوم، مشيراً إلى أن الأمور تطورت والأمر يعود لهم في تقديره فردياً وجماعياً، فالمسؤولية هي فردية وجماعية، وشبابنا يأمل من خلال حماسه المضي نحو المقاطعة، لكن يجب المضي بشكل جدي وذكي. وأضاف أنه على مستوى الحراك يعتقد البعض أن الحكومة تسعى إلى إيجاد تبريرات سياسية لمنعه وأن الادعاء بأن الشعب هو ضد قادته هو مجرد كذب، وقال «في الوقت الذي أخاطبكم فيه، يوجد رئيس الجمهورية بمكتبه ويتابع تطورات الوضع».