مرة جديدة يطلّ رئيس الحكومة حسان دياب على اللبنانيين برسالة يتحدث فيها عن انقلاب أسقطته الحكومة من دون أن يكشف من يقف وراء هذا الانقلاب ، وإن يكن يلمّح ضمناً في كل إطلالة إلى الرئيس سعد الحريري.وبدا أن دياب "مسكون دائماً بهاجس 6 ماي 1992′′ الذي أسقط يومها الرئيس عمر كرامي في الشارع وأتى بالرئيس رفيق الحريري. وقال رئيس الحكومة " إن محاولة الإنقلاب سقطت، ولم تنجح كل الاجتماعات، السرية والعلنية، والاتفاقات فوق الطاولة وتحتها، وأوامر العمليات الداخلية والمشتركة، في إنجاح خطة الإطاحة بورشة اكتشاف الفساد"، وكشف أن "هناك ما يكفي من المعطيات، وسيتم الإعلان عن ما نراه مناسباً منها في الوقت المناسب". وأشار الى أن "هناك من يريد العودة إلى ما قبل 17 أكتوبر، لأنه يعتقد أنه آن الأوان للإنقضاض على تلك الانتفاضة الثورة، والانتقام منها، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وهناك من يريد استعادة مفاتيح هيكل الفساد لحماية ما في داخله، كي تنطلي على الناس مرّة جديدة حيلة التصرّف بأموالهم التي أودعوها بحماية خزائن المصارف، ثم انتقلت، بقرار، إلى خزينة الدولة، المفتوحة على مصراعيها للأيدي الطويلة". وقال: "هنا تكمن حقيقة خطة التلاعب بسعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة اللبنانية، وهنا تكمن أسرار ليلة الإنقلاب على انتفاضة 17 تشرين الأول".وأوضح " أن الانقلاب لم يكن على الحكومة، وسيأتي يوم وترحل فيه هذه الحكومة، ونحن أصلاً لا نريد أن نبقى من دون فاعلية، نحن لسنا مثلهم، ولن نكون... لكن، وبكل ثقة أقول، إننا لن نسمح بأن تضيع أموال الناس. الودائع في المصارف هي اليوم أرقام، لكن، وبكل ثقة، أؤكد للناس أننا لن نسمح أن تبقى مجرّد أرقام، ولكن حقوقكم محفوظة، عند المصارف، وعند المصرف المركزي والدولة هي الضمانة". وقد سخر كثيرون من إطلالة رئيس الحكومة ، ورأت محطة MTV أن " الرئيس دياب بدا في كلمته كأنه يعيش في كوكب آخر، أو كأنه رئيس حكومة لبلد آخر".وقالت :" هو تحدث عن كل شيء، وتعمّق في كل المواضيع، لكنه أغفل الأهم: ما حصل ليلاً في وسط بيروت. فهل مسموح لرئيس السلطة التنفيذية أن يكون منفصلاً عن الواقع إلى هذه الدرجة، وأن ينسى حرائق مدينته، رغم انها على بعد أمتار قليلة من السرايا الكبيرة، حيث يعمل ويقطن؟".واضافت " إلى الانفصال عن الواقع، بدا دياب كأنه يعاني عقدة أخرى، هي عقدة خوض المعارك الوهمية مع عدو مجهول، ما ذكّر مشاهديه ومستمعيه ببطولات "دونكيشوت" الذي كان يحارب طواحين الهواء. هكذا لم يتجرأ دياب في خطابه على لفظ اسم من يستهدفه بكلامه. فهل هذا الدور المفتعل الخالي من البطولة الحقيقية، يليق برئيس حكومة؟.في المقابل صوّر دياب نفسه أنه بطل محاربة الفساد، وأنه خارج من رحم ثورة 17 تشرين، وأنه ليس كبقية المسؤولين ولن يكون منهم. فإذا كان هكذا حقاً، فلماذا لم يأمر القوى الأمنية أن تضرب بيد من حديد لقمع المخربين؟. كذلك، لماذا وافق الأربعاء الفائت على صفقة التعيينات والمحاصصات وكان شريكاً أساسياً فيها؟. والأهم: لماذا يقبل أن يكون مجرد دمية بيد القوى السياسية التي أوصلته؟ ".