"نراهن على أهل الثّقافة ليغيّروا الوضع ويندمجوا في منطق الصناعة والاقتصاد" قدمت أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، لجنة إصلاح سوق الفن، والتي تضمّ 24 اسما فنيا جزائريا من مختلف مناطق الوطن وعدة مجالات فنية، النتائج الأولية لأشغالها لوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، بعد أزيد من شهرين من الاشتغال. كشف بيان لوزارة الثقافة والفنون نشر بالموقع الرسمي للوزارة، أن وزيرة القطاع استقبلت أول أمس، اللجنة المكلفة بإصلاح سوق الفن، حيث قدمت نتائجها الأولية، كما كشف البيان أن الوزارة تستعد لتنظيم منتدى الاقتصاد الثقافي مطلع شهر نوفمبر الداخل، والذي سيقدم رؤى اقتصادية إستراتيجية ترتبط بالإستراتيجية الثقافية الجديدة للوزارة والتي تتقاطع مع التوجه العام للحكومة. وأكدت الوزيرة في كلمتها على أهمية أن يكون الفنان شريك حقيقي في هذا المشروع كفنان مبدع و متحرر ومستقل ماديا، كما ثمنت عمل اللجنة التي اقترحت حلول مناسبة لمخرجات سوق الفن في الجزائر وهذا ما يسمح للثقافة كما قالت بالمساهمة في الاقتصاد الوطني وأن تكون مصدر تمويل ذاتها في مجالات الثقافة والفنون. ومن بين توصيات لجنة الفنون و سوق الفن التي يترأسها الفنان المسرحي حمزة جاب الله تنصيب فريق عمل يتكون من فنانين وخبراء وممثلين عن هيئات و قطاعات حكومية للعمل على متابعة وتطبيق مقترحات اللجنة بالتعاون مع وزارة الثقافة، كما دعت اللجنة إلى الإسراع في فتح ورشات خاصة بتحيين وتجديد المنظومة التشريعية والتنظيمية لقطاع الثقافة والفنون متمنية في هذا السياق أن تقدم الوزارة تحفيزات لاستقطاب المؤسسات الناشئة للاستثمار في قطاع الثقافة والفنون بتوفير فضاءات داخل المؤسسات الثقافية موجه للحاضنات المتخصصة في هذا المجال، إلى جانب ضرورة تعميم الرقمنة واستعمالها في جميع الهياكل الثقافية والفنية والنشاطات والتظاهرات والانفتاح على القطاع الخاص. وتقترح التوصيات بشان مشروع قانون الفنان إعادة الاعتبار للمجلس الوطني للفنون و الآداب باعتباره أرضية انطلاق و بلورة قانون الفنان و هذا على المدى القريب و أيضا إعادة النظر في مختلف المؤسسات الثقافية ذات الطابع الاقتصادي لفتح المجال أمامها لدخول الاستثمار في مجال الثقافة، ومن بين الانشغالات التي جاءت في هذه التوصيات تخصيص الفضاءات مهجورة التابعة للوزارة في مختلف الولايات لفائدة الفنانين لتصبح مكانا للعرض و بيع إنتاجهم و أيضا لاحتضان أنشطة إبداعية واقامات فنية وفضاءات للحفلات والعروض. وشددت توصيات اللجنة أيضا على إنشاء مؤسسات و مرافق تعنى بمختلف المجالات الفنية من بين هذه المقترحات تأسيس المعرض الدولي للفنون البصرية مع اقتراح تنظيمه بمنطقة اسكرام بتمنراست، وتم خلال هذا اللقاء كذلك إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بالفنانين الجزائريين والتي تدخل الخدمة في نهاية شهر أكتوبر. وستكون هذه المنصة التي أنجزت لصالح وزارة الثقافة بمساهمة منتدى الشباب والشركات الناشئة و بالتعاون مع الوزارة عنوانا للفنانين لعرض وبيع أعمالهم على الانترنيت. سيجد المتصفح للموقع كل المعلومات عن الفنانين و اعمالهم كما سيعرض صور لوحاتهم لانه يعتنى بالدرجة الأولى بسوق الفن التشكيلي الذي يعاني أصحابه كثيرا في الولوج لسوق الفن و التعريف بإبداعاتهم وبيع أعمالهم حسب كما أكده الحضور، لكن هذا الموقع مفتوح أيضا للفنون الأخرى مثل الموسيقى والعروض وغيرها وهو سيدخل الخدمة قريبا العربية والفرنسية والانجليزية. وتم بهذه المناسبة تقديم مجلة جديدة تعنى بالمبدعين الشباب بعنوان "فنون" وأوضح رئيس تحرريها الصحافي نبيل حاجي أن المولود الجديد يعنى بكل المواهب الفنية في كل المجالات الإبداعية، وأضاف أن العدد الأول يحتفي في ملف خاص بالفنان حسني شقرون بمرور الذكرى ال 26 عن رحيله الذي احتلت صورته غلاف المجلة تحت عنوان "حسني ايقونة الحب " كما تضمن العدد الأول مواضيع متنوعة تعلقت بالفنون البصرية وفن الركح والموسيقى والسينما والأدب إلى جانب ملف حول معاهد التكوين في الجزائر. …عرض منصة جديدة باسم "لوحتي" لتقديم بدائل تسويق للأعمال الفنية التشكيلية وخلال الكشف عن محتويات التوصيات، تم عرض منصة جديدة باسم "لوحتي" نفّذتها شركة ناشئة بالتعاون مع لجنة سوق الفن، تعمل على تقديم بدائل تسويق للأعمال الفنية التشكيلية، على أن تكون المنصة عملية خلال أسابيع قليلة لتتبعها منصة أخرى تتعلق بالموسيقى، حيث إن خيار دمج كل الفنون في منصة واحدة لم يلق القبول بسبب اختلافات في النوع وطرق التسويق. وأصغت الوزيرة، لمداخلات بعض الفنانين التي صبت في إثراء المقاربة الاقتصادية، خاصة ما تعلق بالفوارق في الأنواع الفنية وتعدد جمهورها واختلافه. وأبدى الفنانون، الذين حضروا تسليم المسودة، رضاهم بأسلوب العمل الذي مكّنهم من طرح أفكارهم ورؤاهم للمرة الأولى في لقاءات دون أي توجيه من الوصاية. وفي منشور لها كتبت وزيرة الثقافة "سعدت اليوم بتسلم مسودة عمل لجنة إصلاح سوق الفن، هناك مسعى جاد لدى الفنانين أعضاء اللجنة لتقديم بدائل اقتصادية حقيقيّة، خاصّة بإشراك الشركات الناشئة التي أبدى شبابها تحمّسا للمساهمة في عالم الثّقافة" مضيفة في السياق ذاته" أن الهدف الأول من هذه المبادرة هو الدّفع بالثّقافة نحو منطق النجاعة الاقتصادية، وسيبقى الهدف قائما، وأول الرّهان مبني على أهل الثّقافة ليغيّروا الوضع ويندمجوا في منطق الصناعة والاقتصاد"، مشيرة إلى أنه تم أيضا الإعلان عن أول منصّة فنيّة في صالح التشكيليّين الجزائريّين، وقريبا منصّات لمختلف المجالات، منطق السّوق يجبرنا على عرض أفضل، وقالت بهذا الصدد "إن الفنان طاقة كامنة من الإبداع والإنتاج تحتاج لتأطير فني واقتصادي بعيدا عن التأطير الإداري، فهو في اعتقادي عبقرية متفردة تعشق الحرية وتسمو التألق دائما".