بقلم : ميخائيل رشماوي *نائب رئيس مجلس إدارة منبر أدباء بلاد الشام في فلسطين. أيّامٌ تمضي وهي تنهش في جسمه ، عانى ، وقاسى ، وتألّم ، ما يزيد عن واحدٍ وسبعين يومًا حتّى الآن ، وقد تزيد وهو يأبى الخضوع والاستسلام ، وهو يخوض معركة الأمعاء الخاوية مع الأعداء يتحمّل ما لا يتحمّله الإنسان ، تعطّلت أجهزة جسمِه ، تآذت خلاياه ، تضاءلت دماؤه إلى الحضيض ، انخفض ضغطُه إلى حدٍّ ينذرُ بالأسوأ ، تجاهل تهديدات سجّانيه ، رافضًا كل الحلول الوسط ، إمّا الحريّة وإمّا الشّهادة ، هذا ما قاله لآسريه ، فقد قال : إذا متُّ فأنا شهيد الوطن ، وإذا انتصرتُ انتصرت الإرادة على المحتل ، لن أركع ، لن أستسلم ، جسمي الهزيل الآن يحمل روحَ التحدّي الكبير لسلطتِكم لجبروتِكم ، لسجّانيكم . يا لك من بطلٍ أيّها الأخرس ! أيُّةُ بطولةٍ وأيُّ صمودٍ هذا ! لكَ نحني الهامات ، لقد واصلت َ في صمودكَ الأسطوريّ حكاية العزّ والكرامة التي سطّرها غيرك السّابقون من إخوانك المعتقلين الإداريّين الفلسطينيّين ، فاستمرّت ملحمةُ الكفاحِ والنّضالِ، وستنتصر الإرادة الفلسطينيّة على ظلمِ الجلّاد . أنا الأخرس ، أنا الأقوى منكم ، أنا الأسدُ الفلسطيني. وأخيرًا أقول : أخي أنت حرٌّ وراء القيود أخي أنتَ حرٌّ بتلك القيود إذا كنتَ بالله مستعصمًا فماذا يضيرك كيدُ العبيد؟!