بقلم: الأسير المحرر/ مصطفى المسلماني المختص بشؤون الأسرى الحرية اليوم تسمو وترتفع قيمتها وتكتسب خصوصيتها من أنفاس ماهر الأخرس فهي تليق وصفاً وحقيقة بهذا الفارس الذي شق عنان السماء ليتنسم هذه اللحظات المجبولة باللحم والعظام والمروية بالوجع والمعاناة والمحفورة على جبين التاريخ بمداد من الإرادة والتحدي والصمود والتضحية والفداء والبطولة المتجذرة بروح الإيمان وعزة وكرامة أهل الحق الذين صدقوا وعدهم وحصدوا حريتهم انتصارا وكبرياء، يبزغ فجر جديد بنور الحرية وتعلو من وسط الظلمات وزنازين القهر شعلة الانتصار وتتقدم الخطى بكبرياء المقاتلين القادة. لتضيء قلوب الشرفاء في هذا الكون الذين يستمدون الأمل من شدة الأوجاع ويزرعون الصبر تفاصيل للحياة التي يبحثون عنها،حياة العزة والشموخ والكرامة، (104) أيام من المواجهة الأصعب والأقسى جعلت من صاحب الجسد النحيل إيقونة للصادقين في وعدهم وعهدهم وللمقاومين الذين آمنوا أن عدوهم أوهن من بيت العنكبوت و أن إرادتهم وعدالة قضيتهم اقوي وامضي من كل أصناف الغطرسة و القهر والإجرام التي سقطت في معركة الإرادات. انتصرت الأمعاء المقاتلة وانتصر سلاح الجوع وانهارت مرة أخرى كل نظريات العجز والوهن والاستسلام والخضوع، أشرقت شمس الحقيقة فكانت الدليل والبرهان للطريق العابر إلى الانتصار والخيار الذي لايمكن أن يهزم أبدا،حرية الأخرس هي المسك الذي ننثره اليوم لروح الشهيد القائد الكبير كمال أبو وعر وهي الميثاق الذي نجدد به عهدنا أمام كوكبة الخلود التي رحلت من زنازين القيد ومازالت أجسادهم أسيره تقاتل تحت التراب. مبارك. للأسرى..مبارك لفلسطين..مبارك للمقاومة..مبارك للأمة و لأحرار العالم مبارك لكل صوت ولكل صاحب كلمة ولكل من تدفقت مشاعره ونبضات قلبه ليكون ماهر الأخرس بطل الحرية وصانع النصر الحقيقي على الجلادين القتلة. و أن موعدنا الصبح يا ماهر.