تنظم يوم الأربعاء المقبل جامعة زيان عاشور بالجلفة، وعبر تقنية التحاضر الملتقى الوطني الأول حول السرد وخطاب ما بعد الكولونيالية تحت عنوان "من خطاب المركزية إلى خطاب التعدُّدية الثقافية"، وذلك بمشاركة أساتذة وباحثين مختصين في المجال. يهدف الملتقى وفق المنظمون إلى التعريف بحدود خطاب ما بعد الكولونيالية، وإبراز القضايا التي تناولها السرد ما بعد الكولونيالي، واستكشاف علاقته ودوره في أشكال وأهداف المقاومة والتحرُّر من الهيمنة الاستعمارية، وبناء شبكة تعريفية بالنصوص والكتّاب العرب ضمن حقل السرد ما بعد الكولونيالي. ويناقش المشاركون في هذه التظاهرة عددا من المحاور المتعلقة بنصوص السرد الجزائري والعربي، من بينها: السرد وإشكالية الهوية؛ ثنائية الأنا والآخر، والسرد والتعدُّدية الثقافية واللُّغوية، والنسوية والإشكالية السوسيوثقافية بين الماضي والحاضر، والسرد والتاريخ: مرجعية الماضي ومشكلات الحاضر، والسرد والفلسفة: الرؤيا والتخييل، والسرد والسينما: أشكال المقاومة عبر الصورة. وفي ديباجة الملتقى جاء أنّ السرد أصبح الشكل الأبرز لتمظهرات الخطاب الإبداعي والثقافي في عالمنا المعاصر؛ إذ انعكست في متنه المتحوّل مجموعة من القضايا الحيوية التي لها صلة بحياتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا: الهوية، والذات، والنسوية، والهيمنة، والتعدُّدية الثقافية، وصراع الحضارات، والعلاقة بالتاريخ، والعلاقة مع الآخر. وانفلتت تلك القضايا من الرؤية المركزية التي كرّستها الحداثة الغربية إلى آفاق منفتحة ترفدها أشكال المقاومة الثقافية والسياسية التي احتضنها خطاب ما بعد الكولونيالية. ووفقا للمنظمين، يتأسس هذا الحقل على نقد خطاب المركزية الغربية وما انبثق عنه من أبعاد الهيمنة الكولونيالية التي فرضت أنماطا جاهزة من الرؤيا والفكر، استهدفت احتواء الخصوصيات الثقافية ومنابع التحرُّر في الثقافات الإنسانية على تنوُّعها واتّساعها واختلافها، فهو حقل "يلتقي ويتفاعل في أسسه ومهامه الكبرى بحقول متعدّدة، مثل التاريخ والفلسفة والأنثروبولوجيا واللسانيات وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم اجتماع الأديان والسيميائيات الثقافية"، إذ تشكل تلك الحقول منابع التفكير التعدُّدي النقدي الذي يواجه الهيمنة، خاصة في الأوساط الثقافية والحضارية التي عانت من السيطرة الاستعمارية، وتعرّضت هوياتها لمحاولات ممنهجة للتفتيت والتشويه والإخضاع.