عندما يشارك المنتخب التونسي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين 2012 التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون من 21 جانفي الحالي حتى 12 فيفري المقبل، سيكون هدف نسور قرطاج هوتحسين الصورة واستعادة مكانتهم الأفريقية التي اهتزت كثيرا عبر السنوات الماضية من خلال مجموعة متتالية من الإخفاقات. وبعد ثماني سنوات فقط من فوز الفريق باللقب الأفريقي الوحيد له في تاريخ مشاركاته العديدة بكأس الأمم الأفريقية يسعى المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني الوطني سامي الطرابلسي إلى الظهور بشكل جديد ولكنه يسعى في نفس الوقت إلى حصد اللقب الأفريقي الثاني له خاصة في ظل غياب العديد من القوى الأفريقية الكبيرة وقصر المنافسة على عدد قليل من المنتخبات. وبعد اختفاء العديد من نجوم الجيل الذهبي للكرة التونسية والذين شقوا طريقهم إلى نهائيات بطولة كأس العالم ثلاث مرات متتالية أعوام 1998 و2002 و2006، بدأ التغيير في نسور قرطاج قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا. ولكن هذا التغيير سواء في اللاعبين أو الأجهزة الفنية لم ينجح في مواصلة نجاح نسور قرطاج سواء في بطولة كأس الأمم الأفريقية أوفي التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم حيث غاب الفريق عن نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. كما خرج المنتخب التونسي صفر اليدين من بطولة كأس أفريقيا 2008 بغانا بعد الهزيمة أمام الكاميرون في دور الثمانية بينما احتل الفريق المركز الأخير في مجموعته بالدور الأول لبطولة 2010 بأنجولا ليخرج صفر اليدين مبكرا. ولذلك، يطمح المنتخب التونسي إلى تحسين صورته واستعادة توازنه بعد هذه الإخفاقات المتوالية. ويتعامل نسور قرطاج مع البطولة الأفريقية الجديدة في غينيا الاستوائية والجابون بشعار حياة أوموت. ويحظى المنتخب التونسي بسمعة رائعة ليس على مستوى القارة الأفريقية فحسب وإنما أيضا على المستوى العالمي نظرا لمشاركته في بطولة كأس العالم أربع مرات سابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006. ورغم تذبذب نتائج المنتخب التونسي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية منذ مشاركته الأولى في البطولة عام 1962 وحتى مطلع التسعينيات حيث وصل للنهائيات أربع مرات فقط على مدار ثلاثة عقود، أصبح نسور قرطاج عنصرا منتظما في النهائيات منذ عام 1994 وحتى الآن. وستكون البطولة القادمة هي المشاركة العاشرة على التوالي للفريق في النهائيات والرابعة عشر بشكل عام.وبدأ المنتخب التونسي مشاركاته في كأس أفريقيا بقوة حيث وصل للمربع الذهبي في بطولة 1962 بإثيوبيا ولكنه خرج من الدور الأول في البطولة التي أقيمت في غانا 1963 ثم أحرز المركز الثاني في البطولة التالية التي استضافتها بلاده عام 1965.وبعدها غاب الفريق عن النهائيات منذ بطولة عام 1968 وحتى بطولة عام 1992 باستثناء مشاركته في نهائيات 1982 بليبيا والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول للبطولة. ولكن مع استضافة تونس للبطولة عام 1994 عاد نسور قرطاج للظهور في النهائيات لكن إقامة البطولة على ملعبهم لم يغير من الأمر شيئا حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة صفر اليدين. ويبدو أن هذا الخروج المبكر تسبب في انتفاضة حقيقية لكرة القدم التونسية فأصبح الفريق على مدار السنوات العشر التالية من القوى الكروية الكبيرة على الساحة الأفريقية ففاز الفريق بالمركز الثاني في بطولة 1996 بجنوب أفريقيا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض. كما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولات 1998 و2006 و2008 وللدور قبل النهائي في 2000 بينما خرج من الدور الأول عامي 2002 و2010. وفي نفس هذه الحقبة الزمنية بين أواخر القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي انتزع نسور قرطاج بطاقة تأهلهم لكأس العالم ثلاث مرات متتالية ورغم خروجهم من الدور الأول في البطولات الثلاث ترك الفريق أثرا جيدا في هذه المشاركات. ولكن أبرز إنجازات المنتخب التونسي على الساحة الأفريقية تحققت عندما استضافت تونس البطولة عام 2004 حيث نجح الفريق في إحراز اللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه بقيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاد المنتخب الفرنسي سابقا للفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 ليكون أول مدرب في العالم يحقق إنجاز الفوز ببطولتين قاريتين في تاريخ اللعبة. ومع خروج الفريق من دور الثمانية في بطولتي 2006 بمصر و2008 بغانا ومن الدور الأول في البطولة الماضية بأنجولا وفشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، يحتاج المنتخب التونسي بقيادة الطرابلسي إلى استعادة بريقه عندما يشارك الفريق في بطولة كأس أفريقيا 2012. ولم تكن مسيرة نسور قرطاج في التصفيات على ما يرام حيث جاء تأهل الفريق بشكل عسير وبصعوبة بالغة ومن الباب الضيق بالفعل حيث احتل المركز الثاني في مجموعته ليحجز البطاقة الثانية من المجموعة الوحيدة في التصفيات التي حظيت ببطاقتي تأهل مباشر إلى النهائيات.