أعرب الجزائر، الاثنين في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عن بالغ قلقها حيال التطورات التي تشهدها الأوضاع في جمهورية السودان. وأكدت الجزائر -يضيف البيان- على ضرورة التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس والامتناع عن أي أعمال من شأنها تضييع المكتسبات التي حققتها العملية الانتقالية في هذا البلد الشقيق أو المساس بأمن وسلامة المواطنين. كما دعت جميع الأطراف المدنية والعسكرية إلى الاحتكام إلى الحوار من أجل حل المشاكل ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد في هذه المرحلة الهامة من تاريخها المعاصر، وذلك استنادا إلى المرجعيات المتفق عليها ضمن الوثيقة الدستورية وكذا اتفاق جوبا للسلام بما يضمن تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوداني الشقيق. ..البرهان يعلن حالة الطوارئ وحلّ مجلسيْ السيادة والوزراء أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الإثنين، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين. وقال في خطاب متلفز إن "التشاكس والتكالب على السلطة والتحريض على الفوضى دون النظر إلى المهددات الاقتصادية والأمنية" هو ما دفع للقيام بما يحفظ السودان وثورته. وشدد على أن "الانقسامات شكلت إنذار خطر يهدد البلاد". وتعهد بالتزام القوات المسلحة ب"الانتقال الديمقراطي" حتى تسليم الحكم للمدنيين من خلال انتخابات عامة. كما تعهد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية. مؤكدا الحرص على تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية قبل الانتخابات. وأكد البرهان أن "التراضي بين مكونات شراكة الحكم في السودان تحول إلى صراع"، مشيرا إلى أن الفترة الانتقالية قامت على أساس متزن للسير في الطريق الانتقالي. كما أعلن البرهان الذي يرأس المؤسسات الانتقالية في السودان الاثنين "التزام" بلاده ب"الاتفاقات الدولية الموقعة". ..تنديد دولي بالانقلاب ودعوات للحوار وأثارت التطورات التي يشهدها السودان منذ فجر الإثنين، قلقا ورفضا عالميين، بعدما استيقظ العالم على خبر اعتقالات طالت رئيس الحكومة الانتقالية وعددا من الوزراء وقيادات من قوى "إعلان الحرية والتغيير". واللافت أن الأحداث جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان مبعوث الولاياتالمتحدة للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، عن "تفاؤله بوجود مخرج للأزمة الحالية في السودان"، وذلك عقب لقائه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في العاصمة الخرطوم. وأعربت الأممالمتحدة، الإثنين، عن "قلقها البالغ" إزاء التقارير حول "انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي" في السودان. وقال رئيس البعثة الأممية لدى السودان فولكر بيرتس، في بيان نشره حساب البعثة على تويتر: "أنا قلق جداً بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي في السودان". وأضاف أن "الاعتقالات التي طالت رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة". وتابع: "أدعو قوات الأمن إلى الإفراج الفوري عن الذين تمّ اعتقالهم بشكل غير قانوني أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية، وتقع على عاتق هذه القوات مسؤولية ضمان أمن وسلامة الأشخاص المحتجزين لديها". من جهتها، أعربت جامعة الدول العربية أيضًا عن بالغ قلقها إزاء الأحداث التي يشهدها السودان. وقالت في بيان إن "الجامعة العربية تعرب عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان، وتطالب جميع الأطراف بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس (آب) 2019، واتفاق جوبا للسلام لعام 2020″. من ناحيتها، أفادت مفوضية الاتحاد الأفريقي بأن رئيس المفوضية موسى فقي محمد تلقى ب"فزع بالغ" الأنباء عن "التطورات الخطيرة" في السودان. ودعا رئيس المفوضية، في بيان، إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري"، وأكد على أن "الحوار والتوافق هو السبيل الوحيد المناسب لإنقاذ البلاد وانتقالها الديمقراطي". ودعا رئيس المفوضية إلى إطلاق سراح جميع القادة السياسيين المعتقلين والاحترام الصارم لحقوق الإنسان. كما دعا الاتحاد الأوروبي الاثنين إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء" بعد الانقلاب العسكري. وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية نبيلة مصرالي لصحافيين "يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ حيال التقارير عن وضع رئيس الوزراء (عبد الله) حمدوك قيد الإقامة الجبرية واعتقال عدد من أعضاء القيادة المدنية وندعو إلى الإفراج سريعا عنهم". وأعربت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم عن إدانتها للإجراءات التي تقوض الانتقال الديمقراطي في السودان. وحثت السفارة الاثنين من وصفتهم بالأفراد الذين يعطلون الانتقال الديمقراطي في السودان إلى التراجع والسماح للحكومة التي يقودها المدنيون بمواصلة عملها وذلك في أول رد فعل أمريكي على الأحداث الدائرة في البلاد. كما أعلنت الخارجية الألمانية، الإثنين، إدانتها "محاولة الانقلاب في السودان" داعية الجيش لاحترام عملية الانتقال السلمي نحو الديمقراطية. وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في بيان: "التقارير عن محاولة انقلاب أخرى في السودان مقلقة، يجب إدانة هذه المحاولة بوضوح". وطالب القوات الأمنية بالبلاد بالعودة إلى ثكناتها على الفور. وأضاف: "أدعو جميع المسؤولين عن الأمن ونظام الدولة في السودان إلى احترام إرادة الشعب، ومواصلة عملية الانتقال السياسي السلمي نحو الديمقراطية. يجب وقف محاولة الانقلاب هذه على الفور". كما دعا ماس القادة السياسيين في السودان إلى حل خلافاتهم من خلال الحوار السلمي.