اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أول أمس، لبحث المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة السورية، التي تلقي فيها المنظمة الدولية والقوى الغربية باللوم على الحكومة لكن دمشق تقول إنها نجمت عن هجوم للمتمردين. وصرح دبلوماسي حضر الاجتماع المغلق لوكالة رويترز، طالبا عدم نشر اسمه بأن رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود، أبلغ مجلس الأمن بأن 116 شخصا على الأقل قتلوا بينهم أطفال كثيرون. وقال الكساندر بانكين نائب السفير الروسي لدى الأممالمتحدة للصحفيين، إن موسكو لديها شكوك فيما يتردد عن وقوف الحكومة وراء المذبحة، مضيفا أن الكثير من الضحايا قتلوا فيما يبدو بالسكاكين أو برصاص أطلق عليهم من مدى قريب. إلا أن السفير البريطاني مارك ليال جرانت لم يوافق على رأي المسؤول الروسي. وقال ليال جرانت قبل الاجتماع "يبدو واضحا للغاية أن مذبحة الحولة وقعت بقصف مكثف بالمدافع والدبابات الحكومية". وقال دبلوماسيون إنهم يأملون في اتفاق على التنديد بالمجزرة على نحو ما، إلا ان روسيا تختلف بشكل واضح مع القوى الغربية بشان الجهة التي تتحمل المسؤولية. وسئل ليال جرانت عما اذا كان يعتقد ان مذبحة الحولة يمكن ان تقنع روسيا والصين في نهاية الامر، بتأييد العقوبات ضد دمشق التي ترفضها موسكو وبكين حتى الآن، فأشار الى تشكيك روسيا في مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم على الحولة. وقال ليال جرانت "لا يبدو ذلك مرجحا". وتتهم روسياالولاياتالمتحدة وأوروبا بالسعي إلى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا. ويحاول الرئيس السوري بشار الأسد سحق تمرد مستمر منذ 14 شهرا بدأ في شكل احتجاجات سلمية لكنه تحول إلى العنف على نحو متزايد. وقال دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إن الدعوة إلى اجتماع مجلس الأمن، جاءت بعد أن رفضت روسيا اقتراحا فرنسيا بريطانيا بصدور بيان يندد بالمذبحة. وذكر مبعوثون أن موسكو التي لا تزال حليفا قويا للرئيس السوري بشار الأسد أبلغت الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن بأنها تريد أولا إفادة من الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا. وتحدث مود إلى مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق. وعلى النقيض من تصريحات المبعوث الروسي بأن اللائمة تقع على المتمردين في مذبحة الحولة أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وسلفه كوفي عنان مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية لسوريا بيانا مشتركا يوم السبت أوضحا فيه أنهما يحملان الحكومة المسؤولية عن المذبحة. وقال بان وعنان "هذه الجريمة المروعة والوحشية التي تنطوي على استخدام عشوائي غير متناسب للقوة تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والالتزامات التي قطعتها حكومة سوريا بالكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية والعنف بجميع أشكاله". المعارضة السورية تنتقد الأممالمتحدة بشأن مذبحة الحولة انتقد ناشطو المعارضة السورية مراقبي الأممالمتحدة لعدم قيامهم بعمل لمنع قتل 109 اشخاص على الاقل في بلدة الحولة السورية. وانتقدوا ايضا بعثة الاممالمتحدة لعدم ادانتها قوات الرئيس السوري بشار الاسد بسبب هذه المذبحة التي وقعت يوم الجمعة. وتنفي السلطات السورية مسؤوليتها عن المذبحة وتنحي باللائمة على "ارهابيين" في ارتكابها. وقال بيان للمجلس الثوري في حمص القريبة ان وفد المراقبين ظل عاجزا ولم يقم بمبادرة للتدخل باستثناء احصاء الضحايا بعد يوم من وقوع المذبحة مثلما فعلت الاممالمتحدة في سراييفو وسربرينتشا في البوسنة. وأثارت صور جثث أطفال مخضبة بالدماء وقد سجيت جنبا إلى جنب بعد مذبحة الحولة يوم الجمعة صدمة على مستوى العالم وسلطت الضوء على فشل خطة وضعتها الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار منذ ستة اسابيع بهدف وقف العنف. وأحصى مراقبو الاممالمتحدة العسكريون والمدنيون بين القتلى في الحولة 32 طفلا تقل اعمارهم عن عشر سنوات. ووصف رئيس بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة في سوريا الجنرال روبرت مود عمليات القتل تلك بانها "تعبير مأساوي للغاية" عن الوضع في سوريا لكنه احجم عن إلقاء اللوم على طرف بعينه. عنان: "على سوريا اظهار رغبتها في السلام" وقال الوسيط الدولي كوفي عنان أمس، إن المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة السورية، روعته، وحث الحكومة السورية على اتخاذ خطوات جريئة لاظهار جديتها في التوصل إلى حل سلمي للأزمة في البلاد. وأضاف متحدثا بعد وقت قصير من وصوله إلى دمشق إنه يتوقع "مناقشات جادة وصريحة" مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية السورية، إن من المقرر أن يلتقي عنان والأسد اليوم.