أوصى مشاركون في منتدى اقتصادي حول الاكتفاء الغذائي بضرورة تكثيف الجهود في مجال اقتصاد المياه واستخدام التكنولوجيات الحديثة في المجال الزراعي. أوضح ممثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فؤاد شهات، في منتدى نظمه مكتب الاستشارات "إيمرجي"، أن "الجزائريين لم يعيشوا منذ الاستقلال حالة من الأمن الغذائي كما هو حاصل الآن غير أن هناك العديد من النقائص يجب تداركها من أجل الحفاظ عليه". وأشار إلى أن الجزائر تعتمد على تصدير المحروقات قد تواجه صعوبات في تأمين الغذاء لمواطنيها إذا عرفت أسعار النفط تذبذبا أوإذا تضخمت أسعار المواد الغذائية في الأسواق الدولية بشكل كبير. ومع أن الجزائر تنتج محليا 70 بالمائة من مواد غذائية تستهلكها، إلا أن نسبة الإنتاج الوطني من إجمالي الاستهلاك في بعض الفئات الغذائية يعد ضعيفا جدا ولا يتعدى 15 بالمائة بالنسبة للحبوب الجافة و5 بالمائة بالنسبة للزيوت في الوقت الذي تستورد فيه البلاد كامل احتياجاتها من بعض المواد مثل السكر. واعتبر مدير المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي أن رفع الإنتاج الوطني يمر حتما بتوسيع حجم المساحات الزراعية المستغلة تتحكم به ثلاث عوامل رئيسية وهي تكثيف المبادرات في مجال إنشاء المستثمرات الفلاحية والتكوين وتعميم استخدام التكنولوجيات الحديثة في المجال فلاحي. وقال شهات أنه يتعين على الجزائريين أن يستثمروا أكثر في إدماج التكنولوجيات في الزراعة" وأضاف أن ذلك يجب "أن يترافق مع عصرنة القطاع البنكي الذي يجب أن يواكب احتياجات شريحة الفلاحين". ويواجه القطاع "مشكلة العقار وتقسيمها حيث لا تتعدى مساحة معظم المستثمرات الفلاحية هكتار واحد، ما يستدعي دمج عدة مستثمرات في شكل تعاونيات بغرض تحقيق مردودية أعلى". واعتبر الخبير أكلي موسوني أن "السياسة الاقتصادية المنتهجة حاليا في الري والفلاحة لا تعالج المشاكل الأساسية والمتعلقة بالتبعية الغذائية وضعف الاستثمار في مجال الفلاحة مما يعرض الأمن الغذائي للجزائريين إلى خطر حقيقي". وأوصى بالتركيز على التنمية الإقليمية المتوازنة وتمويل المشاريع وفقا لقدرات المنطقة. وشدد الخبير ووزير الموارد البيئية السابق، عبد المجيد عطار، على ضرورة التشاور بين القطاعات المختلفة في بناء الاستراتيجيات والتعاون بين الوزارات في الخطط المتصلة بالأمن الغذائي. واعتبر مكتب الاستشارات "إيمرجي" في توصياته للدورة السابقة حول نفس الموضوع أن "الجزائر قادرة على تغذية أبنائها شريطة أن تعتمد على مفاهيم جديدة وعصرنة قطاع الفلاحة".