أعلنت دار سعاد الصباح للنشر في الكويت، عن اختيارها للكاتبة والوزيرة الجزائرية السابقة زهور ونيسي، لتكون شخصية 2023، حيث ستحتفي بإسهاماتها في مجال الأدب والثقافة طيلة هذه السنة. وجاءت هذه المبادرة من الشاعرة الكويتية الكبيرة الشيخة سعاد الصباح وهي وجه عربي بارز في الثقافة والأدب والتي سبق وان منحت هذه الجائزة الدولية المرموقة التي أطلقتها سنة 1995، لأبرز الشخصيات الثقافية العربية على غرار نزار قباني، و أخر تكريم كان للأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، وكتبت الشاعرة في رسالتها التي وجهتها إلى الكاتبة زهور ونيسي "يسعدني، ويشرّفني قبولكم اختياري الصادق، لتكونوا الرمز المكرّم للعام 2023، بعد مراجعة شاملة، ومُفعمة بالإكبار لدوركم العلمي، والفكري، والمهني، والاجتماعي". وسيتضمّن التكريم إصدار كتاب يضمّ دراسات مهنية وفكرية، يكتبها باحثون وأدباء حول أعمال زهور ونيسي، بالإضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي حول مسيرة المجاهدة زهور ونيسي وإسهاماتها في الثقافة العربية. وتعد زهور ونيسي اسم صنع نفسه جزائريا وعربيا في الأدب والسياسة والثورة، يعتبرها البعض أيقونة من أيقونات الجزائر هي امرأة قيادية مجاهدة، أديبة ووزيرة، توّجت مسيرتها بحصولها على وسام الاستحقاق الوطني ووسام المقاومة، ولدت زهرة الجزائر في ديسمبر 1937، في مدينة قسنطينة شمال شرق البلاد هي تلميذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ومروجة أفكاره الإصلاحية ودعوته لحماية اللغة العربية، حتى أنها رفضت أن تكتب بالفرنسية، اللغة الشائعة بين الكتاب المغاربة، تحصّلت على البكالوريوس الجامعي في الأدب والإنسانية والفلسفة، ودرست علم الاجتماع قبل أن تعمل في تدريس الإعلام. تمسكت الونيسي باللغة العربية لغة وثقافة لتعبر عن الثورة الجزائرية وقيم النضال الوطني التي عاشتها. انضمّت المعلّمة الشابة إلى ثورة التحرير الجزائرية، فكانت مدرسة البنات مسرحا لاندلاع معركة نسائية ضد الجهل وضد المستعمر. جابهت زهور ونيسي قرار غلق المدرسة من طرف الإدارة الاستعمارية، وتصدّت لهذا القرار مصمّمة على إكمال مهمتها، لتنضم إليها بنات المدرسة، اللاتي أمرتهنّ بتلاوة سورة (الشمس) لإيهام الضابط بأن المدرسة تشغل مهام الكتاتيب في تحفيظ القرآن. ترأّست زهور ونيسي تحرير أول مجلة نسائية تُعنى بشؤون المرأة الجزائرية، لتكون بذلك أول امرأة تترأس وتدير مجلة نسوية في الجزائر، كما ساهمت في تأسيس العديد من المؤسسات والهيئات والاتحادات، وعملت خلال مسيرتها الإعلامية على تعريب الإعلام الجزائري، وسجل اسم زهور ونيسي في القاموس الأدبي النرويجي الفرنسي ككاتبة مغاربية، وفي الموسوعة الأدبية بجامعة نيويورك، كما تقلّدت زهور ونيسي حقائب وزارية مختلفة في الحكومات الجزائرية لتكون أول امرأة جزائرية تشغل مثل هذه المناصب، وكانت أول وزيرة تشرف على قطاع الشؤون الاجتماعية سنة 1982 في حكومة محمد بن أحمد عبد الغني، وأول وزيرة للتربية الوطنية عام 1986، كما كانت عضوا في المجلس الشعبي الوطني في الفترة من 1977 إلى 1982.