إستحسن سكان الجزائر العاصمة أمس ''بيوم بدون سيارات'' ، لثالث مرة على التوالي، حيث كانت الشوارع خالية من السيارات ومن ضجيج آلات التنبيه وصفارات رجال شرطة المرور ومن دخان المركبات وتلوث الجو، في تجربة تعد الثالثة من نوعها تشهدها البلاد منذ استقلالها عام 1962 منحتها السلطات المحلية لسكان العاصمة لاكتشاف وجه المدينة وهي تخلو من السيارات - ما عدا سيارات الإسعاف - لمدة 12 ساعة كاملة. حيث تم تنظيم هذه العملية التي إنطلقت من ال8.00 صباحاً إلى ال7.00 مساء، وتمتد على مسافة 3 كلم ونصف، وشملت كبريات شوارع العاصمة الجزائر انطلاقاً من الشارع الرئيسي، ''ديدوش مراد'' وانتهاء عند الساحة العمومية المشهورة ''ساحة الشهداء''، وقد نظمت من قبل الإذاعية المحلية ''البهجة'' بالتنسيق مع مصالح مديرية الأمن الوطني ومؤسسة ''فنون وثقافة'' وأعضاء المجلس الشعبي المحلي لبلدية الجزائر الوسطى. بهذا الصدد تحولت الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائر أمس، مثلما ذكرته ''إذاعة البهجة''، إلى فضاء للمشاة فقط ولهواة الدراجات، كما تحولت ذات الشوارع إلى مساحات للنزهة والاسترخاء وإلى مسرح مفتوح على الهواء الطلق. كما نشطت العديد من الفرق المسرحية والغنائية والبهلوانية فقرات متنوعة تستهدف جمهور الأطفال والشباب حول مسائل تتعلق بأمن الطرقات وحوادث المرور والتلوث البيئي، فيما تابع قطاع واسع من العاصميين عبر شاشات عملاقة نصبت في قلب الشوارع الرئيسية للمدينة، رسومات متحركة ومباريات لكرة القدم وأشرطة وثائقية حول مخاطر التلوث وختمت بمسابقات شارك فيها أطفال تهدف إلى تنمية الوعي لديهم بالمحيط وحياة المدينة وسلامتهم الأمنية. ويأتي استمتاع سكان ولاية الجزائر ب ''جمعة بلا سيارات'' في وقت بات ''إرهاب الطرقات'' يحصد المزيد من الأرواح سنة بعد أخرى رغم الإجراءات الرادعة التي أقرتها السلطات المختصة للتقليل من حوادث المرور على رأسها القانون المنظم لحركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها الذي وضع قواعد أكثر ردعاً للتقليل من حوادث المرور لكنه لم يفلح في كبح استفحال الظاهرة التي جعلت الجزائر تحتل المراتب الأولى عالمياً وعربياً من حيث عدد الضحايا الذين تحصدهم الطرقات يفوق في السنة 4آلاف قتيل مثلما تفيد تقارير وإحصاءات صادرة عن مصالح الدرك الوطني، وغالباً ما تقف السرعة المفرطة وعدم احترام مسافة الأمن وإشارات المرور وفقدان السيطرة على المركبة وراء أغلب الحوادث.