خاضت قوات المعارضة معارك مع القوات الحكومية قرب معبر حدودي تركي، ووصلت بعض الرصاصات الطائشة إلى تركيا التي تدعم الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد. وتحولت الانتفاضة التي بدأت كاحتجاجات سلمية في الشوارع قمعها الأسد عسكريا إلى حرب أهلية أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص. ويقترب العدد اليومي للقتلى الآن من 200 وشهد شهر أوت سقوط أكبر عدد من القتلى حتى الآن. وفي محاولة أخرى لوقف إراقة الدماء، ذكر الإعلام الرسمي الإيراني أن وزير الخارجية الإيراني اقترح تشكيل بعثة مراقبة إقليمية جديدة تزامنا مع محادثات أجراها مع الأسد في دمشق أمس الأربعاء. وسمع شاهد عيان على الجانب التركي من معبر تل ابيض نيران رشاشات كثيفة على فترات متقطعة ورأى سيارة اسعاف قريبة. وقال مسؤول تركي أن رصاصات طائشة أصابت بعض المنازل في بلدة اكاكالي مما أسفر عن إصابة امرأة. وأضاف أن المعارضة المسلحة تحاول السيطرة على تل ابيض الذي كان معبرا رئيسيا للتجارة التركية السورية في وقت السلم وتردد أن المعارضة استخدمته في تهريب السلاح في العام الاخير. وهذه هي اول محاولة فيما يبدو من جانب المعارضة لانتزاع السيطرة على منطقة حدودية في محافظة الرقة التي لا تزال اغلب مناطقها على ولاء شديد للأسد. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معبرين آخرين على الحدود الشمالية مع تركيا. ومن شأن السيطرة على معبر ثالث أن يساعدهم على تعزيز سيطرتهم في الشمال وزيادة الضغط على الجيش النظامي وهم يقاتلونه للسيطرة على مدينة حلب. ويقول سكان في محافظة الرقة انه لم يرحب بمقاتلي المعارضة في المحافظة سوى بلدة واحدة قرب الحدود. ونظمت البلدة احتجاجا مناهضا للأسد مما دفع الحكومة الى قصفها الأمر الذي اسفر عن إصابة أشخاص واندلع القتال لاحقا. وبات من السهل اختراق اجزاء من الحدود السورية مع تركيا ولبنان والعراق مع اتساع نطاق الصراع. وتدفق اكثر من 200 الف لاجئ على تركيا والاردن فرارا من قصف القوات الموالية للاسد في اطار ملاحقتها للمعارضة. وعبرت بعض القذائف الحدود احيانا واقترب القتال في بعض الاحيان من الحدود الى درجة تأهب الجيوش في الدول المجاورة. ودمر القتال حلب وحمص ثاني وثالث أكبر مدن سوريا. وسويت احياء كاملة في المدينتين بالارض مع اعتماد الجيش النظامي على القصف بالطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر واعتماد المعارضة على القنابل المجمعة يدويا من مواد مختلفة.