أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أن مبادرة تأسيس المسرح الوطني للجمهورية العربية الصحراوية هي انبعاث لتقليد ثقافي راسخ، وخطوة حضارية إلى مستقبل السيادة الوطنية الكاملة للشعب الصحراوي على أرضه الطاهرة، إذ سيسهم هذا الصرح الفني وفق ما أنيط به من مهام، كتقديم الأعمال المسرحية وإنتاجها. وقالت الوزيرة على هامش زيارتها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين لعقد العديد من اللقاءات، تخللها توقيع مذكّرة تفاهم وتعاون مع وزارة الثقافة الصّحراوية، إن هذه المبادرة من شأنها المساهمة في إثراء وتطوير التراث الثقافي الوطني ما يُمكّن أهل المسرح في الجمهورية العربية الصحراوية من تقديم تجربتهم المسرحية، وإضافتهم الجمالية في المشهد المسرحي العربي والدولي، كما سيسهم على صعيد آخر في تنوير الرأي العام بنضالهم وأمجادهم كما كانت الفرقة الفنية لجبهة التحرير في الجزائر رائدة في الكفاح الثقافي من أجل الحرية والكرامة والإنسانية. واختتمت الوزيرة لقاءها بالإمضاء على اتفاقية تعاون ستجمع وزارة الثقافة والفنون الجزائرية مع نظيرتها الصحراوية، لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، علاوةً على تكفل الجزائر بتأسييس المسرح الوطني للجمهورية العربية الصحراوية، مشيرة إلى أن مصالحها ستعمل وفق برنامج مضبوط بعناية رفقة الخبراء، وبسعي دؤوب ليكون تأسيس المسرح الوطني الصحراوي قائماً على أسس احترافية على كافة المستويات، وفي مقدمتها كل ما يتعلق بالجوانب الفنية ومهن فنون العرض. وبخصوص زيارتها إلى مخيم اللاجئين قالت وزيرة الثقافة والفنون إن هذه الزيارة تقول إن جدائل الأخوة بين الشعبين الجزائري والصحراوي وثيقة للعرى منذ فجر التاريخ، وأن دستور الوفاء الوجداني بينهما شامخ بعزم القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المَجيد تبون الذي ما فتيء يعبر عن وقوف وانتصار الجزائر للقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصحراوية، وأن الجزائر ستظل كما كانت دوماً محراباً للحرّية وقبلة الأحرار، مؤكدة على موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية العادلة وأكدت مرافقة الشعب الصحراوي حتى يتمكن من تقرير مصيره. من جهتها قالت الديه محمد شداد، والي ولاية بوجدور أن دعم الجزائر ليس بالجديد بل نابع من مواقف ثورة الأول من نوفمبر المجيدة المساندة لحركات التحرر عبر العالم وحق الشعوب في تقرير مصيرها. أما وزيرة الداخلية، مريم السالك حمادة، فقالت في كلمتها إنها لن تنسى فضل الجزائر التي أعانت الشعب الصحراوي وقضيته العادلة" كما أضافت ان "إرادة الشعب الصحراوي تبقى قوية لنيل حريته واستقلاله خاصة بوجود جار شقيق مثل الجزائر، مدافع عن الحرية والكرامة ومعروف بنصرته للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وخلال اللقاءات الثنائية التي جمعت مولوجي مع أعضاء من الأمانة الوطنية والحكومة، تم خلالها التطرق إلى آخر مستجدات القضية الصحراوية على جميع الأصعدة والجبهات، خاصة الجانب الثقافي الذي يعد جبهة من جبهات المرافعة عن القضية الصحراوية. وخلال زيارتها قامت وزيرة الثقافة رفقة وزير الثقافة بالجمهورية العربية الصحراوية بزيارة بعض المرافق والمنشآت الثقافية، على غرار المدرسة الوطنية للموسيقى الصحراوية، مدرسة السينما الصحراوية، مدرسة الفنون التشكيلية، حيث اطلعت الوزيرة على وضعية هذه المؤسسات وظروف التكوين فيها، كما وقفت مولوجي على المدرسة الوطنية للموسيقى وما تعانيه من نقائص، كما عاينت المدرسة الوطنية للفنون التشكيلية ومدرسة السينما، حيث وعدت الوزيرة بتنظيم ورشات تكوينية لمصلحة الشباب الصحراوي الهاوي للفن السابع وأشاركهم في المهرجانات التي تشرف عليها الوزارة، وقادت صورية مولوجي الوفد المرافق لها في زيارة إلى المتحف الوطني للمقاومة بهدف الإطلاع على تاريخ جيش التحرير الشعبي الصحراوي وأمجاده الخالدة، كما زارت المتحف الوطني الصحراوي للمقاومة، الشّاهد على نضال ومقاومة الشعب الصحراوي عبر العديد من الحقب التاريخية.