يُعد آلان غيغر (63 سنة) أحد أشهر المدربين السويسريين الذين عملوا في البطولة الجزائرية لكرة القدم، بعد أن قاد عددا من الأندية خلال فترات مختلفة، مثل شبيبة القبائل، ووفاق سطيف وكذلك مولودية الجزائر ومولودية بجاية، ما يجعل رأيه مهماً حول قرار اتحاد الكرة في التعاقد مع البوسني فلاديمير بيتكوفيتش لتدريب منتخب "الخضر". وأشاد آلان غيغر، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، كثيراً بالمدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي يحمل كذلك الجنسية السويسرية وقاد هذا المنتخب ل7 سنوات كاملة، إذ وصف غيغر قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالتعاقد معه بالصحيح؛ لعدد من الأسباب التي يسردها في هذا الحوار. وأكد آلان غيغر أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم اتخذ قرارا صائبا بالتعاقد مع فلاديمير بيتكوفيتش، نظرا للمؤهلات التي يمتلكها، فهو قد قام بعمل جبار مع المنتخب السويسري على مدار 7 سنوات كاملة، حيث قاد منتخب بلادي إلى التأهل باستمرار في أكبر المحافل الكروية (كأس العالم وكأس أمم أوروبا). ولم يكتف بذلك فحسب، بل نجح في البصم مع سويسرا على نتائج متميزة، من خلال تخطي دوري المجموعات في كل المنافسات، والوصول إلى ربع النهائي في كأس أوروبا 2020، متخطياً بطل العالم منتخب فرنسا. دون نسيان مسيرته الناجحة مع نادي لاتسيو الإيطالي الذي قاده للفوز بكأس إيطاليا على حساب الغريم روما عام 2013. وأضاف أن الاتحاد الجزائري قد اختار مدرباً كفئاً بإمكانه جلب الكثير للخضر، كما كان يفعل مع المنتخب السويسري الذي كان يتطور معه من سنة لأخرى، وهو ما جعله يُعمر معنا لسبع سنوات كاملة، هو يُعتبر أصغر سناً من بقية الأسماء التي حدثتني عنهم (هوغو بروس وكارلوس كيروش وخوسيه بيسيرو) ولديه الطموح والرغبة من أجل النجاح خارج أوروبا، ويعد خليطاً بين عدة مدارس؛ اليوغسلافية والكرواتية والإيطالية والسويسرية، ما قد يصب في صالح المنتخب الجزائري الذي يمتلك لاعبين محترفين متخرجين من عدة دوريات. وعن مزايا مدرب الخضر، يرى آلان غيغر أن بيتكوفيتش يمتلك العديد من النقاط الإيجابية، فهو مدرب مُطلع على الكرة الحديثة، بحكم عمله في عدة دوريات قوية. كما أنه محب لعمله، ومتعطش دوماً للانتصارات، ويمتلك علاقة أكثر من رائعة مع لاعبيه، دون نسيان عمله كمدرب وطني لفترة طويلة مع سويسرا. أنا واثق من قدرته على النجاح مع المنتخب الجزائري، خاصة إذا ما وفر له اتحاد الكرة كل متطلباته. أنا أدعمه، وأتمنى له كل التوفيق في مسيرته الجديدة، إذ سيكون على موعد للتعرف على بلد مهووس بكرة القدم، وبجمهور محب للغاية لمنتخبه الوطني. وأضاف قائلا "من الأشياء الإيجابية أيضا التي استوقفتني في مسيرة هذا المدرب مع منتخب سويسرا، هو أنه كان وراء بروز واكتشاف عدة أسماء باتت بعدها نجوماً، في صورة كل من مدافع مانشستر سيتي مانويل أكانجي، ومتوسط الميدان دينيس زكريا الذي لعب مع يوفنتوس وعدة فرق قوية، إضافة إلى الهداف بريل إمبولو المتألق مع منتخب سويسرا في آخر نسخة من المونديال (سجل في مرمى منتخب الكاميرون). أنا واثق من أن فلاديمير سيشكل مجموعة قوية مع المنتخب الجزائري ستكون خليطاً بين لاعبي الخبرة والشباب، خصوصاً وأنه دقيق للغاية في عمله، ويركز كثيراً على العلاقات، دون أن يتجاهل الجانب الانضباطي بطبيعة الحال، فهو صارم للغاية في تعاملاته، رغم أنه يظهر للجميع أنه من نوعية المدربين الهادئين". بمقارنة بالنجوم التي يمتلكها الخضر، يرى المدرب السويسري أن بيتكوفيتش سيكون محظوظاً للغاية في تجربته الجديدة، خاصة وأنه معروف بلعبه الهجومي، ولاعبين من نوعية آدم وناس وحسام عوار وأمين غويري ستسمح له بتطبيق كل أفكاره، وهو الذي يلعب بأكثر من أسلوب في لقاء واحد، لأنه مدرب معروف بدهائه التكتيكي، وأنا متشوق لرؤية ما سيقدمه للخضر، رغم إدراكي أن المأمورية لن تكون سهلة طالما أنه يخوض أول تحد في أفريقيا، وسيقف على حجم الضغوطات الموجودة في المنتخب الجزائري. وتفاءل المتحدث بعودة الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها مع هذا المدرب، شرط أن تمد له يد العون، فهو لا يمتلك الكثير من المعلومات عن أجواء الكرة الأفريقية التي لها خصوصيتها.