وهي اول قمة من نوعها للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعرب مرارا عن رغبته في الخروج من دوائر النفوذ السابقة وايلاء الاولوية لمصالح فرنسا التي لم تعد ترغب في ان تكون شرطي افريقيا فحسب. ومع حرصه كل الحرص على عدم اغضاب زعماء الدول الفرنكوفونية التي تربطها ببلاده صداقة قديمة والمدعوين الى قمة "عائلية" في باريس يومي 13 و14 جوان ، فان ساركوزي سيولي اهتماما خاصا في قمة نيس بالدول الافريقية الوازنة الناطقة بالانكليزية. ومن بين الزعماء الافارقة المهمين الذين يشاركون في القمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي قد يشكل حضوره مناسبة لاذابة الجليد عن العلاقات الصعبة بين البلدين. وهذه القمة، التي يتشارك في رئاستها كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره المصري حسني مبارك، تشرع ابوابها للمرة الاولى امام جهات غير حكومية، كما انها وللمرة الاولى ايضا تركز على الاقتصاد، وذلك عبر لقاءات بين شركات فرنسية واخرى افريقية. وترتكز القمة على ثلاثة اجتماعات مغلقة بين الزعماء تتناول "مكانة افريقيا بالنسبة الى حكم العالم" و"تعزيز السلام والامن" وقضايا "المناخ والتنمية". وتقدم فرنسا نفسها على انها محامية الدفاع عن القارة السمراء التي تستحق بحسب الاليزيه "مكانا عادلا في المؤسسات الدولية (الاممالمتحدة ومجموعة العشرين)"، وهي تأمل من جهة اخرى التوصل الى موقف موحد من التحديات المناخية. ومن اصل دول افريقيا ال53 وحدهما دولتان تغيبان عن القمة هما زيمبابوي التي لا يلقى رئيسها روبرت موغابي ترحيبا على الساحة الدولية، ومدغشقر الغارقة في ازمة سياسية حادة. وحتى الرئيس السوداني عمر البشير، الملاحق بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، هناك من ينوب عنه في هذه القمة، وكذلك الامر بالنسبة الى رئيس ساحل العاج لوران غباغبو الذي دأب على مقاطعة هذه اللقاءات منذ 2002. ويشارك طبعا في القمة الحلفاء التقليديون لباريس وهم الكاميرون والغابون والكونغو وتشاد وجمهورية وسط افريقيا، وقد حضر زعماء هذه الدول الى نيس حيث فرضت قوات الامن الفرنسية طوقا امنيا محكما حول قصر الاكروبوليس الذي سيستضيف القمة.