بات نجم المنتخب الوطني محمد فارسي، لاعب نادي كولومبوس كرو الأمريكي محور اهتمام الجماهير الجزائرية، التي تترقب لمعرفته بشكل جيّد من خلال مشاركته في معسكر "محاربي الصحراء" استعدادًا لمواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. ولا يعرف الجزائريون محمد فارسي (24 عامًا) جيدًا، بحكم أنّه يلعب في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) المغمور لدى الجماهير الجزائرية ولا يحظى بالمتابعة الكافية، رغم أن الظهير الأيمن يعد من أبرز نجومه، وهو بطل الدوري برفقة نادي كولومبوس. ويملك نجم المنتخب الوطني فارسي قصة نجاح ملهمة بعد أن كافح لنحت مشوار بارز في كرة القدم، بدأه من عالم الهواة في كندامسقط رأسه، وهو البلد الذي تعد كرة القدم فيه رياضة غير شعبية، قبل أن ينتقل إلى عالم الاحتراف وصولًا إلى منتخب "الخضر" المدجج بالنجوم، وفي مقدمتهم نجم المان سيتي السابق، رياض محرز. وولد فارسي في ال16 ديسمبر 1999 بمونتريال الكندية، من أبوين جزائريين، ونشأ الظهير الأيمن على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها منذ صغره، مع ميول واضح نحو رياضة كرة القدم، التي نجح في تثبيت قدميه فيها بدايةً من عامل الهواة إلى المحترفين. ..مثل محرز. . رفضه نادٍ جزائري يشترك فارسي في قصة غريبة نسبيًا مع قائد "الخضر" التاريخي، رياض محرز، فإذا كان الأخير قد رفضه نادي شبيبة بجايةالجزائري عام 2013، فإن محمد فارسي عرف تقريبًا نفس المصير مع نادي جمعية عين مليلة عام 2019. وتعرف الجماهير الجزائرية قصة محرز مع شبيبة بجاية عام 2013، عندما تم اقتراحه على إدارة النادي آنذاك، إذ لم يتحمس مسؤولو الشبيبة لضمه في تلك الفترة، قبل أن يبصم بعدها محرز على قصة نجاح تاريخية حفرها بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية. بدوره لم ينل فارسي فرصته كاملة مع نادي جمعية عين مليلة الجزائري، صيف عام 2019، حيث انضم إلى النادي بعمر ال20 عامًا، لكن لم تمنح له الفرصة للعب، ثم غادر الفريق من الباب الضيق بعد 6 أشهر، قبل أن يعود إلى الجزائر بعد سنوات من الباب الكبير ومنتخب الجزائر. ..نجم "الخضر" مارس التايكوندو وتوج بطلًا لكندا نجح اللاعب الجزائري الجديد قبل احتراف كرة القدم في البصم على مسيرة مميزة في رياضة التايكوندو، في قصة شبيهة لتلك التي عاشها النجم السويدي المعتزل، زلاتان إبراهيموفيتش، والذي وظّف معرفته الجيّدة لهذه الرياضة القتالية في كرة القدم، بدليل الأهداف الخرافية التي سجلها بحركات "قتالية". ولم يكن نجم المنتخب الوطني الجديد فارسي رياضيًا عاديًا في رياضة التايكوندو، حيث توّج بلقب بطل كندا للأشبال في مناسبتين، عام 2012 و2013، ولم يواصل فارسي مغامرته في هذه الرياضة رغم التوقعات ببصمه على مسيرة عالمية وأولمبية واعدة، حيث فضّل ولوج عالم كرة القدم لتحقيق حلمه. ..شارك مع منتخب كندا لكرة الصالات ولم تتوقف مغامرات نجم نادي كولومبوس الأمريكي الرياضية عند هذا الحد، بل بصم على مسيرة في كرة القدم داخل الصالات، والتي قادته إلى حمل قميص منتخب كندا في هذه الرياضة، وشارك في الدوري الكندي عام 2020، واختير أفضل لاعب فيه. مفارقات نجم المنتخب الوطني الجديد فارسي تواصلت أيضًا باستدعائه إلى منتخب كندا تحت 23 عامًا للمشاركة في التصفيات المؤهلة للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، قبل أن تتغير مسيرته رأسًا على عقب شهر أبريل من نفس العام بانضمامه إلى نادي كافالري الكندي المحترف، وبعد عامين وجد نفسه في نادي كولومبوس الأمريكي. .. رفض منتخب كندا من أجل الحلم الجزائري برز خليفة يوسف عطال بتمسكه بحلم اللعب مع منتخب الجزائر رغم استدعائه إلى منتخب كندا للمشاركة في الكأس الذهبية للكونكاكاف عام 2023، ورفض فارسي اللعب مع كندا رغم أن الاستدعاء جاء بعد مشاركتها في مونديال قطر، ووسط طفرة بارزة في النتائج والسمعة، بقيادة نجم بايرن ميونخ الألماني ألفونسو ديفيز. وكان فارسي واضحًا عندما أكد لمسؤولي الاتحاد الكندي لكرة القدم بأن حلمه هو اللعب لمنتخب الجزائر، الذي كان يراوده منذ الصغر، قبل أن يتحقق حلمه بمجيئ بيتكوفيتش، في انتظار ما سيقدمه نجم الدوري الأمريكي مع "محاربي الصحراء" في الفترة المقبلة لتأكيد أحقيته بالوجود إلى جانب محرز وبن ناصر وبقية نجوم منتخب الجزائر.