أكد محمد إقرب، محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، أن الطبعة السابعة والعشرون لهذا العام كانت استثنائية بفضل الدعم الكبير الذي قدمته الدولة الجزائرية، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبإشراف وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي. تم تنظيم المعرض بهدف دعم المقروئية وتعزيز الثقافة الوطنية، حيث تم إعفاء دور النشر من الرسوم لتسهيل مشاركتهم، مما ساهم في إثراء الفعاليات وفتح المجال أمام الجمهور لاستكشاف العديد من الكتب بأسعار معقولة. وأكد إقرب، أن هذا الصالون شهد إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق، حيث فاق عدد الزوار 5 ملايين شخص طوال فترة المعرض. وصل الرقم إلى ذروته يوم الجمعة 15 نوفمبر، حيث بلغ عدد الزوار في ذلك اليوم فقط 863,000 شخص، وهو رقم يعكس اهتمام الشعب الجزائري بالكتاب والثقافة بشكل عام. ووفقًا للمحافظ، الذي اعتبرأن صالون الكتاب تحول إلى "ظاهرة اجتماعية وثقافية"، حيث لم يعد المعرض مجرد حدث ثقافي بل أصبح ملتقى يجمع بين أفراد المجتمع في فضاء ثقافي وحضاري مشترك. كما شهد المعرض مشاركة واسعة من 1,007 دور نشر من 40 دولة، ما جعل الحدث دوليًا بامتياز. وقال إقرب: "كان هناك تنوع كبير في العروض والكتب المقدمة، إذ شملت أكثر من 300,000 عنوان في مختلف الأجناس الأدبية، من الرواية والشعر إلى الكتب العلمية والفكرية". إضافة إلى ذلك، أشار إلى أن هذا المعرض أصبح محطة ثقافية واقتصادية، أما بالنسبة للمبيعات فأفد محمد اقرب أن الأرقام ستكون جاهزة بعد أيام لكن في العادة الناشرون في المعرض يحققون رقم أعمال يناهز ال200,000 دولار، مما يعكس القيمة الاقتصادية لهذا الحدث. في حديثه عن الكتب الشبابية، أشار محمد إقرب إلى أن المعرض خصص مساحة واسعة لدعم الكتاب الشباب، حيث شهدت توقيعات الكتب حضورًا كبيرًا من قبل الجمهور، خاصة من فئة الشباب، الذين كانوا يتوافدون بكثرة على منصات التوقيع. هذا الإقبال، كما أضاف إقرب، يعكس بشكل واضح اهتمام الجزائريين بالثقافة والكتابة. وقال في هذا السياق: "شاهدنا مظهرًا رائعًا في توقيع الكتب من قبل الأقلام الشابة، وهذا مؤشر إيجابي. وأوضح محافظ الصالون أن البرنامج الثقافي للمعرض تضمن العديد من الندوات واللقاءات الأدبية التي استضافت شخصيات بارزة من الجزائر والعالم العربي ومن كل أنحاء العالم. وتم خلال هذه الفعاليات مناقشة مواضيع متعددة تتعلق بالأدب والفكر، بما في ذلك التاريخ الجزائري ومساهمة الكتاب في التوعية والتثقيف. وأضاف إقرب أن هذه الدورة كانت فرصة كبيرة للتواصل مع الجمهور ودعوة الكتاب والقراء للتفاعل بشكل أكبر مع الفعاليات الثقافية. واختتم حديثه بالحديث عن تطلعات المستقبل، حيث أكد على أن المعرض في الطبعات المقبلة سيواصل العمل على تعزيز الحضور الثقافي للجزائر على الساحة الدولية، ويطمح إلى تطوير برنامجه الثقافي ليتناسب مع احتياجات الكتاب والمثقفين في الجزائر.