الجزائر تتبنى رؤية صادقة تجاه إفريقيا استقبل النائبين الجزائريين الدكتور بوطبيق فاتح والسيد سقراس محمد من طرف رئيس البرلمان الأفريقي، فورتيون شارومبيرا، أمس، بمقر البرلمان الأفريقي وهذا على هامش مشاركتهما في اشغال جلسات اللجان الدائمة والأجهزة الأخرى للبرلمان الأفريقي المنعقدة بمدينة ميدراند بجنوب أفريقيا. استهلّ شارومبيرا اللقاء بترحيب حار بالوفد الجزائري، معربًا عن سعادته البالغة بهذا الاجتماع الذي كان يتطلع إليه بشغف، مؤكدا ان جمهورية زيمبابوي لطالما كانت داعمة للجزائر في مختلف المحافل الدولية، وفيةً لمواقفها التاريخية تجاه بلد كان له دور محوري في مساندة كفاحها التحرري. كما استذكر لقاءه الأخير مع وزير الخارجية الجزائري في أديس أبابا، حيث تم التأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين. واسترسل شارومبيرا في حديثه منوها بالتطابق التام في وجهات النظر بين الجزائروزيمبابوي حول القضايا المصيرية للقارة، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية، مجددًا دعمه اللامشروط لهذه القضية العادلة. وذكّر بالدور الذي لعبته زيمبابوي في دعم انضمام الجمهورية الصحراوية إلى منظمة الوحدة الأفريقية سنة 1980، تأكيدًا على التزامها بالمبادئ التحررية التي تجمعها بالجزائر. من جانبه، ونيابة عن الوفد البرلماني الجزائري نقل الدكتور بوطبيق تحيات رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، إلى شارومبيرا، معبرا عن شكره وتقديره لهذا اللقاء الذي يُعد فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين وترسيخ الشراكة بين المؤسستين التشريعيتين. وأكد أن رئيس البرلمان الأفريقي يُعدّ صديقًا وفيا للجزائر، وهو ما يعكس العلاقة الأخوية والاستراتيجية التي تربط الجزائربزيمبابوي. وأشار فاتح بوطبيق إلى أن الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، تتبنى رؤية صادقة تجاه القارة الأفريقية، حيث تعمل بكل إخلاص على تعزيز التضامن والتكامل والتنمية المشتركة، واضعةً أفريقيا في صلب أولوياتها الاستراتيجية. كما شدد على أن الجزائر، التي تقوم على مبادئ ثابتة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تظل وفية لمواقفها الداعمة للقضايا العادلة، رغم محاولات بعض الأطراف، لا سيما من اليمين المتطرف في فرنسا، لعرقلة مساعيها الأفريقية. وفي هذا السياق أشار إلى أن هذه المحاولات تأتي في ظل إدراك متزايد من الدول الأفريقية لضرورة تحقيق استقلالية القرار بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية، وهو ما يفسر تراجع النفوذ الفرنسي في القارة. كما ذكّر د.بوطبيق بإحياء الجزائر مؤخرًا للذكرى السنوية للتفجيرات النووية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في صحرائها، وهي جريمة لا تزال البلاد تدفع ثمنها حتى اليوم مؤكدا في ذات السياق أن مسيرة المقاومة والاستقلال لم تكن سهلة، بل كانت ثمرة نضال طويل وتضحيات جسام، مما يجعل الجزائر أكثر التزامًا بدعم القضايا العادلة في أفريقيا والعالم.