أكدت وزارة الدفاع المالية على تمديد أشغال اجتماع الخبراء الدوليين الخاص بخطة التدخل العسكري في شمال مالي الذي تحتله الجماعات المسلحة، من اجل التوصل إلى عمل ميداني يتم بمقتضاه مباشرة عمليات طرد التنظيمات المتواجدة هناك. ومددت أشغال الاجتماع الذي انطلق يوم 30 أكتوبر المنقضي، بمشاركة خبراء جزائريين، إلى أمس الاثنين، بعدما كان مقررا اختتامه الأحد الماضي، بينما ينتظر أن يسفر الاجتماع الذي يعقد بمشاركة ممثلين عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الإفريقي والجزائر والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، إلى خطة ستقدمها إلى الأممالمتحدة نهاية نوفمبر الجاري. وينتظر أن يقدم الخبراء الأفارقة الخطة التي توصل إليها إلى قادة أركان جيوش الدول المشاركة، حيث شدد الكولونيل ياموسا كامارا وزير الدفاع المالي خلال افتتاح الاجتماع في قائلا: "هذا الاجتماع التنسيقي يجب أن يسمح بالتوصل إلى اقتراحات ملموسة لإقرار تصور استراتيجي لتحرير شمال مالي".وأكد أن "الحرب ضد الإرهابيين في شمال مالي لا يمكن تفاديها، حتى لو كانت الحروب كلها تنتهي حول طاولة مفاوضات". ويأتي قرب الكشف عن خطة التدخل العسكري في شمال مالي موازاة مع مساعي تقوم بها الجزائر، من اجل حلحلة الأزمة وتفادي اللجوء إلى حرب على حدودها الجنوبية، حيث استقبلت وفدا عن حركة أنصار الدين المالية، خلال الأيام الأخيرة، لسماع وجهة نظر الحركة من الحاصل في الشمال، بينما أكد الناطق الرسمي باسم حركة ''أنصار الدين''، سنده ولد بوعمامة، أن "الوفد الذي تحادث مع مسؤولين جزائريين 'شرح وجهة نظرنا".موضحا أن ''مفتاح الحل في شمال مالي بيد الجزائر، لكن هناك من الدول من يريد القفز على الدور الجزائري ويصادره''. وواضح أن المعني كان يقصد ما تحضر له كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا من تدخل وشيك في الشمال، وعملهما على تغليب الحرب علي الحل التفاوضي عكس ما تريده الجزائر، وإن يعترف الجميع أن مفتاح الحل لن يكون خارج الرؤية الجزائرية، بينما ينتظر أن يعطي رؤساء الأركان في دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا رأيهم بشأن التقرير قبل رفعه إلى رؤساء الدول خلال لقاء مرتقب في ابوجا في موعد لم يحدد بعد. وموازاة مع المحادثات التي تمت بالجزائر مع وفد أنصار الدين، تقود بوركينا فاسو جهودا لإقناع واحدة من الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي بقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة، بينما يلوح في الأفق تدخل عسكري. وتسيطر جماعة أنصار الدين الى جانب جماعات مسلحة أخرى بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على شمال مالي منذ الانقلاب الذي شهده هذا البلد في باماكو. وأشارت مصادر من حركة أنصار الدين التي زار وفدا عنها الجزائر، أن المحادثات تكثفت ومن غير المستبعد أن تتوج سريعا بإعلان الحركة ابتعادها عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"، ثالث مجموعة مسلحة في شمال مالي التي انبثقت من انشقاق عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولم تخف السلطات الجزائرية أنها تفضل حلا تفاوضيا في مالي. ومن دون استبعاد تدخل عسكري كحل اخير، ترى السلطات الجزائرية انه يمكن التفاوض مع جماعة أنصار الدين التي عاش زعيمها إياد اغ غالي في الجنوب الجزائري، بينما يتردد أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون توجت باتفاق مع الجزائر يفيد ب"إرجاء" شن عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب بما يسمح لهذه المجموعة من الماليين الطوارق بالتوصل الى تسوية تفاوضية مع باماكو.