تتوافد على شمال مالي عشرات السيارات محملة بمئات المقاتلين المتطرفين القادمين من دول أخرى لمواجهة تهديدات التدخل العسكري المرتقب قبل نهاية العام الجاري، موازاة مع تأكيدات المجموعة الدولية على تضامنها مع السلطات المالية لبسط نفوذها من جديد على كامل التراب المالي. قالت مصادر أمنية مالية إن ”مئات المقاتلين الإسلاميين الأجانب دخلوا إلى منطقة تمبكتو - شمال غرب - وغاو - شمال شرق - لدعم الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد منذ أشهر كتعزيزات لمواجهة هجوم قد تشنه القوات المالية مع حلفائها”. من جهته، أكد تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، على لسان حبيب ولد يوسف أحد قادة الحركة، وصول المقاتلين للمشاركة في الحرب المرتقبة. وأكدت منظمة غير حكومية وصول سودانيين وإسلاميين من جنسيات أخرى إلى تمبكتو ومنطقتها التي تسيطر عليها حركة أنصار الدين الإسلامية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أفاد شهود عيان من سكان مدينة تمبكتو بأن ”أكثر من 150 إسلامي سوداني وصلوا في غضون 48 ساعة قالوا إنهم أتوا لمساعدة إخوانهم المسلمين على مواجهة الكفار”، كما ”شاهدوا عشر سيارات بيك-اب مكتظة بمسلحين”. وتحاول التنظيمات المسلحة بشمال مالي لعب كل أوراقها لمواجهة التدخل العسكري، بما فيها التخطيط لاختطاف مزيد من الرهائن وتهديد حكومات الدول المشاركة بحرب لا تنتهي لن ينجو أحد من شرها، كما حذرت فرنسا بإعدام رهائنها في حال حصل تدخل عسكري فعلي. وتأتي هذه التدعيمات البشرية في وقت أصبحت الجماعات المسلحة متأكدة من أن التدخل العسكري لا مناص منه بعد اجتماع دولي رفيع المستوى انعقد الجمعة في باماكو وشارك فيه ممثلون عن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ”سيدياو”، وكذلك بعض دول جوار مالي كالجزائر وموريتانيا، ”أكدوا فيه على تضامنهم مع الشعب المالي والتفاهم مع الدولة المالية حول التعبئة الأمثل من أجل وحدة وسيادة أراضي مالي”.