نفى أمس البروفيسور بابا مصطفى السيد في تصريح ل"الحياة العربية" عودة الإسلام السياسي إلى الظهور مجددا في الجزائر، واستعادة نشاطه من جديد بعد حل حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي، كما قلل من أهمية جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية التي هي في طور التأسيس حيث أكد أن عودتهم إلى النشاط السياسي يكاد أن يكون مستحيلا بسبب ما حدث في العشرية السوداء. وفي هذا الخصوص قال البروفيسور بابا مصطفى السيد والأستاذ بجامعة الجزائر على هامش ندوة صحفية نظمها بمركز المجاهد، أن الأحزاب الإسلامية خاصة ذات التوجه السلفي لا أمل لها في العودة إلى النشاط السياسي مجددا في الجزائر، لأنها كما قال: "تمارس قتل البشر وتخريب البلد، وبعد العشرية السوداء لا يمكن عودتها لابد من وجود مستقبل أفضل لأن هذا النوع من التصرفات في الجزائر غير مقبول تماما"، واستبعد محدثنا منح الاعتماد مستقبلا لأحزاب ذات التوجه السلفي خاصة إذا كان مؤسسوها من قدماء حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ والتي تسببت في عشرية سوداء زهقت خلالها الكثير من أرواح الجزائريين الذين لا ذنب لهم و لا دخل لهم في السياسة. ومن جهة ثانية أكد البروفيسور بابا مصطفى السيد أن وصول الإسلاميين إلى الحكم في الجزائر على غرار الدول التي اندلعت فيها ثورات اصطلح على تسميتها بالربيع العربي غير وارد تماما، لأن الجزائر مرت بهذه التجربة قبل أزيد من عقدين من الزمن وخسرت الكثير من الأرواح بعد السماح للإسلاميين بالوصول إلى سدة الحكم حيث وقعت الكثير من الخلافات و الصراعات نتجت عنها سنوات من الدم". وكان عبد الفتاح حمداش زراوي زعيم جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية وهو حزب سلفي في طور التأسيس في تصريحات سابقة أن عدم السماح للإسلاميين السلفيين بالنشاط السياسي الحزبي قد يدفعهم إلى أطروحات وحلول أخرى، وحول الدافع لطلب ترخيص لإنشاء حزب أوضح أن الدافع الأكبر هو ممارسة الحق من غير منع أو حرمان أو حجر للرأي، لأنه ظلم وإقصاء وتهميش مضيفا "فنحن ولله الحمد جزائريون لنا غيرة صادقة على هذه البلاد لخدمتها وإنقاذها من الهلاك، لا سيما بعد تردى الأوضاع الداخلية الصعبة، وتسلط القوى الخارجية ودوائرها على دولتنا، والتي أضعفها النظام القائم والأحزاب المتناحرة الموالية والمعارضة".