أعلن مصدر مقرب من الحكومة، أنه سيتم "في القريب العاجل" الإعلان عن سلسلة من الإجراءات لصالح تشغيل الشباب في منطقة جنوب البلاد . وقال ذات المصدر أنه تم اتخاذ القرار بشأن هذه الإجراءات عقب مجلس وزاري مشترك ترأسه الوزير الأول عبد المالك سلال الأحد، وتأتي الإجراءات الجديدة بعد حملة الاضطرابات التي تعرفها مناطق الجنوب احتجاجا على الشغل، وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية أكد خلال حفل تنصيب الولاة الجدد السبت الفارط بالجزائر إلى أن الشغل يعد "المشكل الرئيسي" المطروح في ولايات الجنوب داعيا إلى تكوين "كامل وسريع" لصالح الشباب البطال الذي ليس له مؤهلات. وذكر على سبيل المثال ولاية ورقلة حيث تقوم المؤسسات الناشطة بالمنطقة بتوظيف "بطرق ملتوية ودون موافقة وكالة التشغيل بالولاية". وأكد أن "التشريع والتنظيم لا يسمحان في الوقت الراهن بمواجهة هذا الوضع لكن سيم إعطاء تعليمة لاحقا حتى تتم عمليات التوظيف على مستوى هذه المؤسسات بموافقة الوكالة" (الوكالة الوطنية للتشغيل). وحذر الوزير من أنه "في حال عدم احترام هذا الإجراء فإن التوظيف يعتبر باطل ولاغي". من جهة اخرى، أشار ولد قابلية الى أن قطاع المحروقات "لا يمكنه تلبية كل طلبات العمل بالجنوب" لافتا الى ضرورة توجيه طلبات الشغل الى قطاعات أخرى كالزراعة والصناعات التقليدية. وأشار إلى أنه تم إعطاء تعليمات لمؤسسات عمومية كبرى بخلق فروع خاصة بالجنوب. موازاة مع ذلك، دعا التجمع الوطني الديموقراطي شباب الجنوب إلى حماية مكتسبات الوطن ونبذ كل أشكال العنف والتحريض مذكرا بأن التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر تتطلب التحلي بروح المسؤولية والوعي بالرهانات الوطنية الكبرى. وأكد الحزب في بيان توج إجتماع الهيئة الوطنية التقنية للتجمع برئاسة الأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح نبه الحزب إلى "خطورة التحركات اللامسؤولة" في بعض ولايات الجنوب وكذا "الإنسياق وراء الدعوات المغرضة التي من شأنها المساس باستقرار المنطقة والوحدة الوطنية". وحذر في هذا السياق من محاولات إقحام الشباب والتلاعب بعواطفه من خلال "الإستغلال السياسوي المكشوف" داعيا هذه الفئة إلى "عدم الإنسياق وراء دعاة الفوضى وعدم الإستقرار" خاصة وأن الإرادة السياسية للحكومة "تؤكد التوجه نحو التجاوب الجدي والإيجابي في الميدان مع المطالب المشروعة لسكان المنطقة". وذكر بالجهود التي تبذلها الدولة من خلال برامجها التنموية على غرار برنامج الهضاب العليا والجنوب "الذي أدى إلى تحسين ظروف معيشة المواطنين بشكل ملحوظ" فضلا عن أن المخطط التنموي (2010-2014) "سيساهم بدون شك في خلق مناصب عمل جديدة تعزز المكاسب المحققة في مجال ترقية الشغل ومكافحة البطالة". كما أعرب التجمع عن ثقته في أن مواطني المنطقة خاصة شبابها "سيفوتون كما أثبتوا دائما الفرصة على محاولات بث الفتنة والفرقة وزعزعة الإستقرار" مشيدا بالمقابل بالرعاية التي توليها الحكومة لمنطقة الجنوب من خلال "البحث عن حلول سريعة للمشاكل التي تعترضها". للإشارة ناقشت الهيئة التقنية للتجمع الوطني الديموقراطي في إجتماعها الذي استمر يومين الخطوط العريضة لمهام أعضائها الذين استعرضوا اقتراحات في شكل خطة عمل "متكاملة" لتفعيل نشاط الحزب في الفترة المقبلة استعدادا للمواعيد الهامة التي سيعرفها الحزب. وقد سجلت الهيئة تقدم وتيرة العمل الذي أوكل للأعضاء وهوما من شأنه إزالة آثار الأوضاع التي عايشها الحزب ويعيد الديناميكية اللازمة لنشاطاته". وفي السياق ذاته، شرع أمس، وفد عن لجنة النقل والمواصلات والإتصالات السلكية واللاسلكية بالمجلس الشعبي الوطني متكون من 11 نائبا في زيارات ميدانية إلى أدرار وتمنراست وجانت وإليزي وعاين الوفد خلال زياراته إلى هذه المناطق الجنوبية التي ستدوم تسعة ايام المرافق والمنشآت التي تدخل ضمن إختصاصات اللجنة. كما سيلتقي أعضاء الوفد الذي سيقوده رئيس لجنة النقل بالمجلس محمود قمامة بالسلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني والأعيان للإطلاع عن قرب على واقع التنمية المحلية وتحدياتها وسبل تلبية الإنشغالات الملحة لسكان ومواطني هذه الولايات.