بمجرد مرور ساعة على الإفطار تبدأ محلات الشّواء بنصب طاولاتها في الأحياء لاستقطاب أعداد كبيرة من المواطنين، وما إن تبدأ رائحة الشّواء في الانتشار حتى تلقى المحلات إقبالا معتبرا من طرف الكبار والصغار الذين يسارعون لشراء "سندويشات" مختلفة من الشّواء، بأسعار تكون مرتفعة أحيانا ومنخفضة في بعض المحلات، حتى يتمكن من شرائها الكبير والصغير. استطلاع : أسماء زبار تشهد هذه الأيام محلات الشواء بباش جراح والحراش إقبالا واسعا من طرف المواطنين الذين يفضّلون تناول وجبة دسمة في السّهرة عوضا عن الحلويات التقليدية، كالزّلابية والقلب اللوز، وفي هذا الصدد تقربت "الحياة العربية" من بعض محلات الشواء لرصد آراء المواطنين ومعرفة سرّ إقبالهم الكبير على الشواء في رمضان. سألنا السيد رزقي القادم من بلدية القبة هذا الأخير قال أنّه يعشق الشواء خاصة في رمضان، وقال "لا أستطيع أن أمرّ على محلات الشواء دون أن أتناول سندويش فيه لحم مشوي على الجمر، خاصة خلال رمضان فرائحة الشواء تمنعني من المرور دون أن أتناوله، لذا يوميا وبعد صلاة التراويح أتوجه مباشرة إلى المحل أتناول الشواء مع المشروبات الغازية طيلة أيام رمضان". وفي ذات السّياق قال سمير "ّأنا أتوجه يوميا مع الأصدقاء، وفي ساعات متأخرة من الليل نتناول وجبة السّحور هنا في محل الشواء، مع المشروبات المقدمة هنا، وجودة اللحوم المشوية والمحضرة، نتسحّر بالشواء ونتوجه إلى المسجد ثم البيت". ورغم أنّ محلات بيع الشواء تعرض في الأيام العادية، إلا أنّ الشواء في رمضان خلال السّهرة له نكهة خاصة عند البعض، وهذا حال حسين الذي يحضر هو وعائلته يوميا إلى محل الشواء بباش جراح لتناول "الشواء والمرقاز"، وقال " بعد صلاة التروايح آتي مع العائلة يوميا إلى باش جراح لتناول الشّواء على الجمر، من جهة لكسر تعب يوم الصيام والتسحّر على وجبة شهية مع المشروبات الغازية والشاي المحضر هنا". الأمر الذي وافقه فيه أحد المواطنين، حيث أكّد أنّه لا يجذبه خلال السّهرات الرمضانية إلا أكل الشّواء والمشروبات الباردة التي تنعش الصائم بعد وجبة الإفطار. من جهته، أكّد محمد صاحب محل شواء أنّ محله ينتعش في شهر رمضان، حيث تتوافد العائلات والشباب من مختلف جهات العاصمة وأحيانا من خارج العاصمة لتناول وجبة لحم مشوية على الجمر، كما أضاف أنّ المحل يعرض العديد من أصناف اللّحوم وليس مقتصرا على اللحوم الحمراء، فإضافة إلى الكبد والقلب، يبيع المحل السكالوب مع "البطاطا المقلية" و"الحميس" لإرضاء الزبون وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وعن الأسعار أكّد صاحب المحل "أنه رغم ارتفاع أسعار اللّحم إلا أنّهم لم يبالغوا في الزيادة، قبل رمضان كان سعر الواحد 25 دج أمّا الآن فهو ب 30 للواحد". من جهته أكد حكيم صاحب محل شواء بالحراش " يقبل الكثير من المواطنين على المحل خلال الشهر الفضيل لتناول الشواء، في ساعات متأخرة من الليل حيث أن "سندويشات" اللحم المشوي تعتبر طبق السحور المفضل للعديد منهم" وأضاف المتحدث "نفتح المحل بعد لحظات قليلة من الفطور إلى غاية الثالثة صباحا، وطيلة هذه الفترة والزبائن يتوافدون إلى المحل". وإضافة إلى تنوع خدمات محلات الشواء، من خلال تقديمها أصناف من اللحوم والمشروبات، تقدم أيضا الشاي الصحراوي الذي يحضّر بطريقة تقليدية صحراوية، والذي يلقى هو الآخر إقبالا من الزبائن المتوافدين إلى محلات الشواء.