تحولت العديد من المحلات التجارية إلى مكان لبيع ”الكباب” والمشوي المشكل من قطع لحم الغنم والكبد والقلب والمرڤاز واللحم المفروم، والتي تطهى على الجمر، حيث تنبعث منها روائح زكية تشتهيها النفس، وتسيل لعاب سكان الباهية الذين يمرون بجوارها تعرف هذه الأماكن المختصة في بيع المشوي، خاصة بشارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة وكذا بساحة ڤمبيطة، إقبالا كبيرا من المواطنين الذين يترددون يوميا عليها لتناول المشوي إلى غاية أذان الفجر، أين تفضل الكثير من العائلات تناوله بدل تناول الكسكسي طيلة شهر رمضان، كما هو متعارف عليه لدى الكثير من العائلات، فيما تتناول أخرى بقايا وجبات الفطور، إلا أن الكثير يفضل الإستجمام ليلا وتناول المرطبات وبعدها السحور عند باعة المشوي. وقد تقربت ”الفجر” من إحدى العائلات حول أجواء هذه الأماكن ليلا، والتي تعرض مختلف أنواع اللحوم المشوية، وقالت لنا السيدة سميرة، التي كانت رفقة عائلتها والتي وجدناها تنتظر طهي ما طلبته من وجبات مشوية بشارع العربي بن مهيدي، ”أنها يوميا تذهب مع عائلتها لتناول المشوي، حيث تختلف الأذواق لدى فرد من عائلتها، وذلك للخروج عن المألوف إلى تناول وجبات أخرى مشوية، والتي تمنح الجسم طاقة حرارية، كما أنه يسهل عمل المعدة، خاصة أنه خال من الزيوت. أما السيد س.العربي، الذي كان رفقة صديقه، قال إنه ”بالرغم من تحضير والدتي يوميا طبق الكسكسي بالعنب الطازج والعسل، إلا أنني أفضل وجبة المشوي التي تبقى روائحها تعبق المكان وتفتح الشهية وتكسب الصائم قوة كبيرة للتغلب عن الجوع طيلة النهار، خاصة أن تناول الكسكسي، أو ما يعرف بطبق السفة الوهرانية، يشعر الصائم في النهار بجوع شديد، لذلك لا أفضل تناوله إلا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان” وتقول الآنسة ي.رشيدة، التي كانت رفقة أخيها الصغير ووالدتها، والتي رغم بعد المسافة عن بيتها، إلا أنها تفضل كثيرا زيارة هذه المحلات وتناول وجبات المشوي فيها، خاصة أنها عاملة طول النهار وليس لديها الوقت لتحضير السحور، ما يجعلها تتردد كثيرا على بائعي المشوي لأخذ وجبات طازجة دون أن تبذل أي جهد في تحضيرها، حيث أنها مباشرة بعد غسل أواني وجبات الإفطار، فإنها تشد رحالها نحو محلات بيع المرطبات، ثم تتناول وجبات السحور المتمثلة في المشوي الذي يبقى يستهوي أنظار المواطنين، حيث لا يمكن أن تمر بجانب هؤلاء الباعة دون أن تتوقف عندهم.