صرح عامر رخيلة الأستاذ الجامعي والباحث التاريخي ان العمل الفدائي إبان الثورة التحريرية لم يأخذ حقه من البحث والدراسة بسبب التقصير وعدم الاهتمام من طرف المؤسسات المحددة بوجوب البحث في الأحداث التاريخية. وأكد رخيلة ل"الحياة العربية" على هامش منتدى المجاهد بالعاصمة بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد في إطار إحياء الذكرى ال56 لاستشهاد حسيبة بن بوعلي وعلي عمار (علي لابوانت) والشهيد الطفل عمر ياسف بحضور شخصيات وطنية وأساتذة وتلاميذ من ثانويتي علي عمار وحسيبة بن بوعلي، "ان العمل الفدائي الذي يشكل نوعا من أشكال النضال المدني والعسكري لم يعني بالدراسات والبحوث اللازمة رغم أهميته كون عمل جيش التحرير الوطني كان يعمل من خلال العمليات الفدائية لأهميتها البالغة في التأثير على الصعيد الشعبي والجيش الفرنسي والتي ساعدت في تدويل القضية الجزائرية التي كان الاستعمار الفرنسي يسعى إلى عزلها. وأشار الباحث أن العمل الفدائي يمثل قمة التضحية وهو ما أدى إلى استشهاد شباب في مقتبل العمر كحسيبة التي لم يتجاوز عمرها آنذاك ال19 سنة والطفل عمر ياسف 13 سنة والتي تعكس الطبيعة الشعبية الجزائريين رابطا ذلك باستراتيجية جيش التحرير الوطني التي نجحت في تعميم العمل الفدائي على العناصر واستخدام النساء والأطفال لتمويه المستعمر. وعرج عامر رخيلة في سياق حديثه ان العمل الفدائي عرف ركودا بين سنة 1957 وسنة 1960 بسبب فرض حصار على مدينة الجزائر وشل وضرب جبهة التحرير الوطني لتنشط حركة العمل الفدائي وتعود إلى الواجهة من جديد في سنة1960 بعد الهبة الشعبية التي كسرت الطوق المفروض على الشعب الجزائري، وقال ان العمل الثوري كان ذو طبيعة فدائية منذ الفاتح من نوفمبر من خلال تشكيل خلايا في الإحياء الشعبية كالقصبة وحي المجاهد والهواء الجميل وغيرها تعمل على ضرب المستعمر وتتميز بالانضباط في التنفيذ وعدم الخروج عن الأوامر وهو ما جعل الإدارة الاستعمارية تحاول حسم النزاع بتفكيك هذه العناصر الفدائية لإجهاض الثورة.