في تجسيد إنساني مسكون بدلالات المحبة والفعل المسرحي النبيل وضمن مبادرات أيام الشارقة المسرحية شهدت فضاءات فندق هوليدى انترناشونال أول أمس ندوة تكريمية جاءت بعنوان "يوم الوفاء" للراحلين المخرج المصري أحمد عبد الحليم والمخرج الجزائري محمد بن قطاف، أدار الندوة المسرحي السوداني محمد سيد أحمد وشارك فيها الباحث المسرحي المصري الدكتور محمد زعيمة والباحث المسرحي الجزائري عبد الناصر خلاف. في بداية الندوة أشار محمد سيد أحمد إلى مبادرة دائرة الثقافة والإعلام التي تسحق الثناء والتقدير من حيث دلالاتها الإنسانية والمسرحية النبيلة، بعدها قدم الدكتور محمد زعيمة عرضاً موجزاً لسيرة الراحل أحمد عبد الحليم وإبداعاته المسرحية المحفورة في ذاكرة الأجيال العربية المتنوعة من حيث تجسيدها الفني والجمالي، وما تمثله مسيرة الراحل من علامات مضيئة في الرؤية الإخراجية واللحظة المسرحية الهادفة والمبدعة في آن، مستذكراً أهم المحطات الإبداعية للراحل ممثلاً ومخرجاً كشخصية مسرحية عربية تركت العديد من البصمات والمسافات الإنسانية والجمالية في ذاكرة المسرح العربي. بعدها قدم الباحث الجزائري عبد الناصر خلاف ورقة تناول فيها السيرة الإبداعية والإنسانية للراحل محمد بن قطاف جاء فيها "محمد بن قطاف شيخ المسرحيين الجزائريين الذي أضاء دهاليز المسرح بمحبة وإخلاص في جميع مسافات الوطن"، مستعرضاً أهم المراحل الإبداعية للراحل في التمثيل والإخراج والتأليف، وأهم الخصائص الدرامية والفنية الجمالية للمسار المسرحي الذي تبناه الراحل طيلة عقود طويلة من الإبداع والجمال، وخصوصاً في البنية الحركية لنصوصه المسرحية التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة وهندسة فضاء العرض المسرحي، وصولاً إلى عناصر المسرح الملحمي ولغته المسرحية المشحونة بالإيحاءات والرموز لا سيما في الأفكار والمعاني والممارسات المسرحية الجمالية. وشهدت الندوة حضوراً طيباً من ضيوف أيام الشارقة المسرحية من الباحثين والمختصين الذين أشادوا بهذه الخطوات التكريمية التي تنبع في صميم الفعل المسرحي وطقوسه الإنسانية النبيلة في أيام الشارقة المسرحية.