على مدار شهر كامل، تنافس الجميع من أجل الفوز بعين المشاهد، والحصول على أعلى نسبة مشاهدة خلال شهر رمضان، في الموسم الدرامي الأبرز. عشرات الأعمال حملت معها كبار النجوم، بعضهم استطاع أن يصمد، والبعض الآخر غادر السباق مع الأيام الأولى للشهر، وبات تواجده كأن لم يكن. غير أن بعض النجوم كانوا بمثابة المفاجأة التي فرضت نفسها على كافة القنوات ودخلت إلى جميع البيوت، لتتصدر في النهاية المشهد. القنوات الخاصة تخيب ظن الجمهور تميز المشهد الإعلامي في الجزائر في شهر رمضان الماضي بإطلاق قنوات خاصة جديدة، وانتظر المشاهد الجزائري ما ستعرضه هذه القنوات من أعمال تنسيهم ما يرونه ضعفا في التلفزيون الحكومي، لكن هذه الفضاءات الإعلامية الجديدة لم تأت بجديد، بل يرى الكثيرون أنها قد جانبت تطلعات الجزائريين. وتنافس عدد كبير من البرامج والأعمال الدرامية التي أنتجتها القنوات الخاصة، وكذلك التلفزيون الحكومي على استقطاب المشاهد الجزائري، لكنها بالنسبة لمعظم المشاهدين الجزائريين لم تكن قادرة على منافسة ما تعرضه الفضائيات الأجنبية، خاصة المشرقية منها، وفضل الكثير من المتابعين مواصلة التركيز على الأحداث السياسية، عبر القنوات الإخبارية. ويرى عدد من النقاد أن هذه الأعمال المقدمة غرقت في السطحية، واهتمت أكثر بالفكاهة حتى سقطت في استعمال لغة الشارع، وكانت بعيدة بمضمونها عن المجتمع الجزائري، فلم تنقل واقع الجزائريين ومشاكلهم وهو ما اعتبروا أنه استخفاف بالمشاهد وبالفن في الجزائر. قائمة الأفضل البداية كانت بأفضل من ظهروا، حيث اقتسم جائزة أفضل ممثل، بحسب الناقد السينمائي طارق الشناوي، النجم يحيى الفخراني عن دوره في مسلسل "دهشة"، وكذلك الفنان الشاب أحمد داوود عن دوره في مسلسل "سجن النساء"، بينما كانت نيللي كريم هي أفضل ممثله عن دورها في مسلسل "سجن النساء". وحول المسلسل الأفضل في رمضان، فقد تقاسم الجائزة مسلسلا "سجن النساء" و"السبع وصايا"، ولم يخرج عن العملين جائزتي الإخراج والسيناريو، فكان محمد أمين راضي صاحب أفضل سيناريو، بينما كاملة أبوذكري أفضل مخرجة. إخفاق جمال سليمان الملفت في شهر رمضان، هو دخول تامر حسني إلى سباقه الدرامي بمسلسل "فرق توقيت" لكن دون تميز على الرغم من جماهيريته. وفي هذا السياق قال الشناوي إنه لم يشعر تجاه المسلسل بأية مشاعر إيجابية أو سلبية، وكان للشناوي الشعور نفسه تجاه مسلسل "فيفا أطاطا" لمحمد سعد، الذي وصفه بالسيئ ولكنه رغم ذلك تابعه حتى النهاية. ورجّح الشناوي أن يكون العرض الحصري ظلم تامر حسني ومسلسله. وأوضح الناقد الفني أن "فنان بحجم جمال سليمان، انتحر فنيا بعدما قدم شخصية جمال عبد الناصر" من خلال مسلسل "صديق العمر" لأنه وضع نفسه أمام تحدي اللهجة الخاصة بعبد الناصر، والتي يستحضرها جميع المصريين. وهو ما جعله يقدم جهدا ضائعا، لأن "أداءه للهجة كان بمثابة الفضيحة"، حسب الشناوي. الدراما تكتسب كتّابا جددا واعتبر الناقد طارق الشناوي أن من أهم مميزات الموسم الدرامي هذا العام، هو اكتساب كتّاب جدد، حيث ظهرت هالة الزغندي التي شاركت في مسلسل "سجن النساء"، بالإضافة إلى تامر إبراهيم مؤلف مسلسل "عد تنازلي"، كما أثبت محمد أمين راضي جدارته. كما أشاد بالصورة التي تقدم في الأعمال، وبالتحديد ما قدمه مدير التصوير سمير بهزان في مسلسل "دهشة"، وطارق التلمساني في مسلسل "جبل الحلال". وتطرق الشناوي إلى المخرج شادي الفخراني، حيث طالبه بأن يبتعد عن والده في الفترة المقبلة، خاصة وأنه موهوب وأثبت نفسه في مسلسلي "الخواجة عبد القادر" و"دهشة"، وبالتالي عليه أن ينطلق بعيدا عن يحيى الفخراني، لأن كل نجم وله الإطار الخاص به. الدراما السوريّة "فوضويّة" ولا رابح أكبر هذا العام لم يستطع مسلسل سوري واحد من تلك التي تعرض خلال موسم دراما رمضان الحالي، أن يستأثر بقلوب الجمهور السّوري المُتعب حتّى اللّحظة. . فمعظم الأعمال الدراميّة التي قُدّمت هذا العام تسير على قدمٍ واحدة، وتتعكّز إمّا على النّص الجيّد أو على اللوحات الكوميدية السّاخرة التي تكون قريبة بالعادة من قلوب الجمهور، أو ربّما يكون الاعتماد على أسماء النّجوم المشاركين بالعمل، ولكن أن نقول أنّ هناك عمل سوري استطاع أن يفرض نفسه كعمل أوّل لدى المُتابعين. . فهذا الشيء لم يحدث حتّى اللّحظة. فمثلاً الطّبقة المثقّفة في سوريا تميل هذا العام إلى مسلسل "قلم حمرة" نص يم مشهدي وإخراج حاتم علي، فيما ابتعد "النّاس العاديين" عن المتابعة الدؤوبة لهذا العمل، سيّما مع اعتماد العمل على طرح أسئلة فلسفيّة تحتاج لتفكير عميق رغم بساطتها وواقعيّتها.