قال أمس رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، "أنّ التحول الديمقراطي الذي كان يجب أن تشهده الجزائر تأخر كثيرا بالرغم من مرور ربع قرن من التجربة إذا اعتبرنا ميلاده كان سنة 1989، حيث تعرض لإجهاضات وإعاقات كثيرة، ومن عقليات وقفت ضد هذا التحول"، واصفا إياها ب"عقليات الإقصاء والفساد والتطرف"، مؤكدا أنّها عقليات تعمل على عدم السير نحو التحول الديمقراطي. وأوضح عبد المجيد مناصرة لدى إشرافه على افتتاح فعاليات الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لإطارات الجبهة بقاعة المحاضرات للمعهد الوطني المتخصص في التكوين في السياحة والفندقة ببومرداس بمشاركة أكثر من 500 مشارك ومشاركة وضيوف من داخل وخارج الوطن كرؤساء الحكومة السابقين علي بن فليس وأحمد بن بيتور مولود حمروش وعبد العزيز بلخادم، وأحمد غزالي، وممثل عن جبهة القوى الاشتراكية، ومن الخارج رئيس التجمع الإسلامي مختار كيبي من السينغال، والبرلماني المالي محمد لامين جيكيني، أنّ منهج جبهته هو تربية الأفراد وتأهيلهم إلى اقتسام مختلف الأفكار والآراء دون الاكتفاء بالرأي الواحد، داعيا إلى ما يسمى بالتوافق الوطني في الجزائر لتوفيت الفرصة على المتآمرين عليها من الداخل والخارج، قائلا "اليوم الحاجة في الجزائر ملحة وكثيرة نحو استكمال هذا التحول لأنّ المخاطر كثيرة ولا يمكن الاطمئنان، فالمال لا يكفي في حل المشاكل لأنّه لا يشتري أصواتا ولا سلما، خاصة مع الدخول الاجتماعي الصعب، ونتمنى أن يعتمد الحوار في الأخذ بكل المطالب أيضا، لأنّ المخاطر الإقليمية صعبة من خلال الحدود المشتعلة، فنحن حريصون على استقرار تونس والمغرب ومالي وموريتانيا، وحريصون على العلاقات الأخوية مع المغرب، فإرادة الشعب في التحول الديمقراطي كبيرة لأنّه مل من التزوير وتزييف الحقائق". وبخصوص التحول الديمقراطي الذي يأتي بالعنف قال مناصرة "من خلال نظرة سريعة حول موضوع التحول الديمقراطي نجد بأنّه أحيانا تقرره السلطة أو المطالبات الشعبية، غير أنّ هذا التحول الذي يأتي من الفوق غير سليم، ونتيجة لهذا الخلل فالتحول الديمقراطي في الغالب يأتي من الأسفل الذي يكون عنيفا وشديدا ولكن في الغالب الأعم يكون غير معروف النتائج وأحيانا يكون بإملاءات الخارج"، مضيفا "ومن الأسلم من هذا كله يجب أن يأتي عن طريق الحوار والتوافق بين السلطة والمعارضة والخلاصة أن التحولات التي تأتي بالثورات لا تكون محمودة العواقب أو عن طريق الالتفاف على عمليات الإصلاح، ولكن التغيير الحقيقي هو الذي يأتي عن طريق التوافق والذي يحل ألأربعة مسائل أساسية، أزمة الشرعية والمشاركة والهوية والتنمية، ولذلك إذا حل التحول الديمقراطي هذه الأزمات استطعنا أن نحقق تحولا ديمقراطيا آمنا ولهذا هناك خمسة لاءات نكررها لا للتدخل الخارجي؟ ولا للتقليد؟ ولا للاستبداد؟ لا للإقصاء؟ لا للعنف؟، واللاءات تقابلها النعمات نعم للديمقراطية، نعم للتوافق، نعم للإسلام، نعم للإرادة الشعبية، نعم للتغيير". ومن جهة أخرى أشار مناصرة إلى الوضع الخارجي من خلال نشر مصطلحات جديدة لتنظيمات مثل داعش، متهما الغرب بصنعها لتشويه صورة الإسلام قائلا "هذه الأيام تطغى صور القاعدة وطالبان وداعش وربما غدا داعس … وهي كلها من صنيعة الغرب لتشويه الإسلام ونحن نقول بأن الإسلام دين الحرية والمساواة والعدل واحترام اختيار الشعوب". وفي ختام كلمته حيّا رئيس جبهة التغيير، صمود المقاومة الفلسطينية في غزة، معتبرا إياها انتصرت عندما تخلى عنها الجميع ولم يبق لها إلا الله عز وجل، فهي حسبه أعادت صياغة المعادلة الإقليمية الدولية، وأنّها عرت عجز الحكومات وتخاذل الأنظمة وتواطؤ البعض منها، مستشهدا بالأنظمة التي سقطت بعد العدوان الصهيوني سنة 2009، ومذكرا بأنّ والجزائر كلها مع غزة ومع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وقال التقيت مع وزير الخارجية الجزائري وطلبت منه أن يكون الموقف علنا وليس سرا يليق بتاريخ الجزائر وغير مقبول من الجزائر ان تسير وراء أي دولة أخرى في موضوع فلسطين مع احترامنا لأدوار الدول الأخرى، لأنّ الجزائر تملك الرصيد التاريخي وشعبها جبل على حب فلسطين لأن فيها المسجد الأقصى، فالجزائر برياضييها وممثليها وفنانيها وسياسيها وشعبها وحكومتها كلها مع غزة وهو واجب الجزائر تجاه فلسطين.