قديما قيل كاد المعلم أن يكون رسولا، والمعنى الأصيل لهذه الحكمة هي تلك المكانة التي يمتاز بها المعلم في المجتمع، كيف لا وهو الذي يجعل من الأمي انسانا يكتب ويقرأ، أليست نعمة الكتابة والقراءة قليلة؟ استذكرت هذه الحكمة وأنا اتامل في قرار وزارة التربية الوطنية تعويض الأساتذة المضربين بأقراص مضغوطة؟ أقول أقراص مضغوطة ولمن لا يعرف هذه الأقراص المضغوطة، هي سيدهات تحمل كل الدروس، يقوم التلميذ بادخالها في جهاز كومبيوتر ومنه يراجع دروسه.. اولا ما تم اخفاءه على الوزارة هو ان ليس كل التلاميذ لديهم كمبيوتر في المنزل، خاصة في القرى والمداشر. وهو ما يعني ان هذا الحل ترقيعي ويعكس هروب الوزارة الى الامام ثانيا: القرص المضغوط مهما كان براينا لا يمكنه تعويض دور الاستاذ، والا كان على الوزارة منذ البداية في كل دخول اجتماعي توزيع اقراص مضغوطة على التلاميذ وتسرح كل الاساتذة وهكذا نربح تكسار الراس ونربح اموالا ضخمة؟ اعتقد ان ما اقدمت عليه الوزارة خطير من حيث المساس بقيمة الاستاذ، الذي يبقى دوره محوريا بل لا غنى غنه..لهذا اعتقد انه على ويرة التربية واطاراتها البحث عن حل للازمة في مكان اخر وليس في القرص المضغوط.