"استغلال الغاز الصخري لا يتم على حساب مصالح المواطنين" صحة وبيئة المواطن "خط احمر" جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الخميس التأكيد على إرادة السلطات العمومية في مواصلة استكشاف قدرات البلاد من مصادر الطاقة غير التقليدية الضرورية لتنمية البلاد على المدى الطويل لكن دون الإضرار بمصالح وصحة سكان المناطق المعنية. وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة إحياء عيد النصر أن عمليات استكشاف الغاز الصخري الجارية في منطقة عين صالح حيث لازالت الاحتجاجات على المشروع مستمرة ستتم "حتى النهاية" مع الالتزام بعدم الإضرار بالتوازنات الطبيعية ولا بأمن المواطنين". وقال الرئيس بوتفليقة "إننا قد أقدمنا على مباشرة عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري وكل ما يجري حاليا ينحسر في عمليات الاستكشاف والتقييم لا غير دون أن يغيب عنا ولو للحظة أنه لا يحق ولا يمكن لأحد أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد وانطلاقا من قناعات ثابتة ومؤكدة لا يمكن نقضها وإننا سنلتزم بهذا النهج حتى يبلغ مبلغه". وأضاف رئيس الدولة أن كل ما يجري حاليا ينحسر في عمليات الاستكشاف والتقييم المعمق لمكنونات باطن أرض الجزائر من الغاز والبترول ومن الغاز الصخري -وليس استغلالا حقيقيا لهذا المورد الطاقوي- حتى نتمكن من "التخطيط للمراحل المقبلة لتنميتنا الوطنية". .. صحة وبيئة المواطن "خط احمر" وقال الرئيس بوتفليقة أن "المحافظة على صحة المواطنين وبيئتهم يعد خطا احمر لا يمكن للدولة ولا لأي طرف آخر أن يتخطاه" وهي الجملة التي أخذت شكل التزام رسمي من الدولة أمام شكوك ومخاوف السكان الذين دعاهم بهذه المناسبة إلى "التحلي بالحكمة" و"تغليب العقل" كما قال. كما ذكر رئيس الجمهورية في هذا الصدد بان تلك المناطق الصحراوية لا يمكن اعتبارها مجرد خزان للمواد الطاقوية وإنما جزء لا يتجزأ من البلاد لها مكانتها لدى جميع الأمة وتمكينهم أكثر من أي وقت مضى من البرامج التنموية التي ترقى لمكانتها وأهميتها في الإستراتيجية التنموية المتوازنة للجزائر. وعلى غرار مناطق أخرى من الجنوب والهضاب العليا التي استفادت مؤخرا من برنامج خاص فان عين صالح -يؤكد رئيس الدولة- "ستستفيد من تدابير ومخططات موجهة لتحسين الظروف المعيشية لسكانها وتحقيق تغير نوعي يرتقي بهم إلى مستوى من التطور يضاهي ذلكم السائد في شمال البلاد". .. بوتفليقة يحذر من "منكرات" تسببها نزعة اعتماد "سياسة الأرض المحروقة" حذر رئيس الجمهورية, من "المنكرات" التي قد تضر بالجزائر بفعل أناس اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة "الأرض المحروقة", مؤكدا ان الوضع يقتضي "الحزم والصرامة" في الدفاع عن الدولة الجزائرية. وقال بوتفليقة: "لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه, يملي علي الضمير والمنصب حيث بوأني, بمحض اختياره, أن أصارحكم وأقول لكم إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات, أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا". وأكد الرئيس بوتفليقة قائلا: "نحن, الآن, أمام حالة اضطرار إلى إعمال الحزم والصرامة, كل الحزم والصرامة, في الدفاع عن هذه الدولة, فهو واجب دستوري, واجب قانوني, واجب شرعي وأخلاقي لا يجوز لا تأجيله ولا التقاعس عنه". وبعد أن أشار إلى ان "الدولة جاءت لتخدم الشعب الجزائري الذي يصبح مدينا لها, مقابل ذلك, بصونها والدفاع عنها", أوضح الرئيس بوتفليقة أن "ديمومة الدولة لا تتأتى بإخلاد مواطناتها ومواطنيها إلى الحياد أو إلى الوقوف وقفة المتفرج, في هذا الظرف الذي نرى فيه الكثيرين منا ينساقون, ويا للأسف, لأسباب مفتعلة باطلة, إلى سقوط أخلاقي, سقوط حضاري يتنافى وكل مقومات المواطنة الصادقة المسؤولة". "إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة, تعمد, صباح مساء, إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته وإلى هدم ثقتهم في الحاضر والمستقبل –يقول رئيس الجمهورية– إلا أن أراجيفهم لم تنطل, ولن تنطلي, على هذا الشعب الأبي الأريب الذي يمقت الشر ومن يتعاطاه, ولا يروم سوى الخروج مما بقي من تخلفه بتحويل طاقة شبابه, كل شبابه, إلى حراك وطني, شامل عارم, يبني ولا يهدم".