هذه شروطنا للمشاركة في ندوة التوافق قيّد رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» عمار غول، مشاركته في ندوة التوافق التي دعا إليها الأفافاس، بشروط أساسية، وهي عدم الطعن في شرعية المؤسسات، والتخلي عن مطلب المرحلة الانتقالية، وأن يكون بيان رئاسة الجمهورية الإطار الذي يضبط تعديل الدستور، وعدم اعتبار أن الجزائر في أزمة. ضبط عمار غول في لقاء ثانٍ جمعه أول أمس الخميس بالسكريتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية شروط انضمام حزبه لمبادرة التوافق التي دعا إليها الأفافاس، موضحا في تصريح أعقب اللقاء المغلق الذي ضم بمقر تاج قيادتي الحزبين لمدة قاربت الساعتين، بأن مشاركة تجمع أمل الجزائر في مبادرة التوافق مرهونة بشروط جوهرية لا يمكن التنازل عنها، وهي أن تكون جزائرية بين الجزائريين، وأن يتم تحديد مضمونها وشكلها وتنظيمها وجدول أعمالها في إطار التوافق مع أطراف ندوة الإجماع، مع ضرورة منحها الوقت المناسب، « لأنها مبادرة هامة وهي تحتاج إلى الوقت اللازم والكافي»، لإرساء قوائم مشتركة. وقال غول بأن أهم شرط هو عدم الطعن في شرعية المؤسسات بل التعامل في إطارها، وعدم اعتبار أن الجزائر في أزمة، معترفا بوجود تحديات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية،» لكننا لسنا في أزمة»، بحسب تعبيره، مع عدم الدعوة إلى المرحلة الانتقالية في حين أن المؤسسات الشرعية قائمة، وأن تعمل المبادرة على إبعاد شبح «السيف المسلول» فوق رقبة الجزائر لإدخالها في «الربيع الدموي». كما شدد رئيس «تاج» على أن تلتزم المبادرة بإثراء الإصلاحات السياسية وتعديل الدستور، في إطار ما عبر عنه رئيس الجمهورية، كي لا يكون دستورا على مقاس شخص أو النظام أو مرحلة، وإنما لأجل حل المشاكل العالقة وسد الثغرات، مع تعزيز الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وتماسك المجتمع، بجعل المصلحة العليا للوطن فوق الأنانية والطموحات الشخصية، والنظرة الحزبية الضيقة ومحاولة التموقع المقيتة التي «تنسف الجهود ووحدة الصف». وتحاشى من جهته محمد نبو، في تصريح جانبي التعليق على الشروط الصارمة لتاج، بدعوى أنه تم الاتفاق على تعيين عضوين من المكتب التنفيذي للحزب في التحضير للندوة، على غرار ما تم مع الأفلان، رافضا اعتبار ما قاله غول إملاء لشروط قد لا تتفق معها جبهة القوى الاشتراكية، مؤكدا أن المبادرة بخير وأن المشاورات ستتواصل لتشمل شخصيات وأحزاب وجمعيات، موضحا بأنه سلم لعمار غول حوصلة عن الاتصالات التي تم إجراؤها مع 65 حزبا وشخصية سياسية ووطنية، معتقدا بأن الأفلان لم يرفض لحد الآن المبادرة، وأن مشاركة عضوين من مكتبه السياسي في مجموعة التنسيق دليل على ذلك. علما أن الأرندي أيضا تحفظ على مبادرة التوافق وأرجأ الفصل في قراره النهائي بخصوص المشاركة من عدمها إلى غاية اتضاح الرؤى، في حين كان الأمين العام للأفلان أكثر صراحة، حينما عبر عن رفضه لإقحامه في لقاء يجمع حزب الأغلبية مع جمعيات وشخصيات، مما يوحي بإمكانية اضطرار جبهة القوى الاشتراكية إلى تأجيل تاريخ انعقاد ندوة التوافق، بسبب عدم تمكنها لحد الآن من استقطاب أهم القوى السياسية. وبخصوص مبادرة المشاورات السياسية، التي أطلقها مؤخرا عبد الرزاق مقري، رئيس حركة حمس، قال عمار غول في تصريح هامشي، بأن تاج يرحب بأي مبادرة من أي طرف كان، شرط أن تكون بعيدة عن المصلحة الحزبية الضيقة، محذرا المعارضة التي تنوي الخروج إلى الشارع يوم 24 فيفري، من محاولة تفجير الوضع من خلال تأجيج الشارع، ودعاها إلى الحكمة والتعقل والحوار، باعتبار أن النار إذا اشتعلت فإنها ستأتي على الجميع.